أحمد القطيب - معارضة شعرية لقصيدة ( ياليلُ.. الصّبُّ متى غدُهُ؟) لأبي إسحاق علي الحصري الضرير (ت 480هـ)

يا مَنْ للصَّـــــــبِّ يُوَسِّدُهُ = أَنذيـــرُ الْمَوْتِ تَنَهُّــــــــــــــدُهُ ؟
فَفُؤادُ الحِبِّ يَضُخُّ جَوىً = بِضَعيفِ النَّبْـــضِ يُرَدِّدُهُ
فَالْحُـــــبُّ تَلَبَّسَ مُهْجَتَـهُ = فَينوءُ بِــــهِ وَيُسَهِّـــــــــــــدُهُ
فَأَحاطَ النّاسُ بِهِ أَسَفـاً = وَبَكاهُ الْأَهْــــــــــــــــلُ وَعُوَّدُهُ
فَعَجِبْتُ لِصَبٍّ أَنْ ذَرَفَـتْ = عَيْناهُ وَتَضْرِبُـــــــــــــــــهُ يَدُهُ !!
يأْسى لِلْبَيْنِ يُعذِّبُــــــــــهُ = وَيُناجي الْوَصْـــلَ وَيَرْصُـــدُهُ
والنَّأْيُ يُكَذِّبُ دَمْعَتَـــــــهُ = وَمُناهُ..فَيَضْحَـكُ مَوْعِــــدُهُ
والنّجْمُ يُراقِبُ لَوْعَتَـــــهُ = لَمّا الْأَشْواقُ تُنَكِّــــــــــــــــــــــدُهُ
الْحُسْنُ يُسَلِّطُ عَسْكَـرَهُ = منْ لَمْ يَقْتُلْهُ يُشَهِّـــــــــــدُهُ
فَجميلُ اللَّحْـظِ إذا نَظَرَتْ = عَيْنـــــــــــــــــــاهُ وَبانَ تَوَدُّدُهُ
فاحْذَرْ سَيْفـــــاً سَيُجَرِّدُهُ = مِنْ غِمْدِ الْهُدْبِ وَيُغْمِدُهُ
فَأَنامُ الْعالَمِ مَطْلَبُــــــــهُ = الشّائِبُ مِنْــــــــــــــــــهُ وَأَمْرَدُهُ (2)
هَلْ تُبْصِرُ عَيْنُكَ مِنْ أَحَـــدٍ = كُــــــــــــلُّ الْأَسْيادِ تُسَيِّدُهُ !?
فالشّادِنُ أَحْكَمَ قَبْضَتَــهُ = فَيصيدُ الصّائِدَ يَصْفِـدُهُ (3)
لِجميلِ الْقَــــــــدِّ وَمِنْ أَزَلٍ = غنّى الْهَيْمــــــــانُ وَمِذْوَدُهُ
وَجْهٌ كالْبَدْرِ بِلا كَلَــــــــــفٍ = كَلَفُ الْعُشّاقِ يُجَسِّــــــــــــدُهُ (4)
والخَدُّ يُفَتِّقُ وَرْدتَـــــــــــــــهُ = فَيَســــــــــــــــــــــوءُ الْوَرْدَ تَوَرُّدُهُ
والْكُحْلُ تُحاكي حُلْكَتُـــــهُ = حَظَّ الْوَلْهــــــــــــــــانِ يُسَوِّدُهُ
فَزَكاةُ العاشِقِ واجِبَـــــةٌ = مِنْ ظَعْنِ حبيبِكَ تُبْعِـــــدُهُ (5)
فيقولُ الشّاعِرُ مِنْ أمَدٍ = (يا لَيْلُ.. الصَّبُّ مَـتى غدُهُ) ؟


ذ. أحمد القطيب


-------------------------------------

1/ بحر الخبب مخبون العروض والضرب
**يجوز التشعيث في حشو هذا البحــــــــر.
2/الأنام: الخلق عموما ويستعمل للبشر خاصةً.
3/الشادن: ولد الظبي الصغير.
4/الكلَف: بين الكلمتين (تورية)؛ فالأولى تعني الكُدرة التي تبرز على صفحة البدر..والثانية تعني الكلَف والْولَه.
5/الظعن :الارتحال ويراد به في السياق البينُ.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى