أحمد بغدادي - الصفحة السابعة عشرة من دفتر النبع الضرير.. شعر

كنتُ أريد أن أقولَ لكِ "أحبّكِ"
لكنها الحربُ جاءت قبل ذلك
بثلاث ساعات..


(1)
أيتها الوحدةُ أنا لستُ من ضحاياكِ الغبية
أنا أبحثُ عن ضفةٍ
أو دميتي في الصِغر
لماذا الافتراسُ
أيتها الوحدةُ القاسية.

(2)
أفتحُ ذراعيَّ كي أستقبلَ غيابكِ
ولا أحظى
إلا بالفراغ؛
غيابُكِ جرحٌ باهظ
مثل حضوركِ.

(3)
أنا حجرُ الرحى الذي يدور عكسَ شهوتهِ
عكسَ ما ترغبهُ القبضاتُ الصَلدة
نحو الريحِ والحقول.
أنا الشاعرُ المُحطّم
الذي يكتبُ كلَّ يومٍ قصائدَ سيئة
عنكِ
وعن الحياةِ
واتساعِ الضوءِ في أعين القناديل
التي تلاحقُ الظلال .
أنا
لا أحد.. سوى زجاجٍ مُهَشَّم في ذاكرة الماء.
أنا الدائرة المشتعلة
التي تحيطُ بصوتكِ الرخيم
أمام الينابيع العارية.

(4)
*على مقام الصبا
.......................
في هذا المساء يا حبيبتي
وأنتِ تعدّينَ القهوةَ
وتمشينَ أمامي .. جيئةً وذهاباً
مثل غيمةٍ
تجهّزُ ماءها للسنابلِ
للورودِ
للقبورِ العطشى
للعشاقِ المنهزمين أمام انتظارِ الحبِ،
كنتُ أنظرُ إليكِ بقلبي
وأردّدُ اسمكِ
بدمي .. حرزاً
يدرأُ عني أنيابَ الكوابيس
والضياع.
كنتُ أقيسُ المسافةَ بين أصابعنا
كي أحظى بلمسةٍ سريعة
عندما يشردُ عنّا الانتباهُ.
في هذا المساء يا حبيبتي
تقصّدتُ أن أنسى قلبي على الطاولة..
قبل أن تنامي
مثل أي شيءٍ لديكِ في المنزل :
ــ دُمى الأطفال
ــ فنجانُ القهوةِ
ــ شالُكِ الرمادي
ــ جهازُ التحكّم بالـ"تلفاز"
ــ دواءُ خافضِ الحرارة
.. ضعيه أنّى تريدينَ، دثريهِ بشالكِ
وضعي تحته وسادةً ملوّنة كي يحلُمَ بقطفِ الأزهارِ لكِ.
سأحيا منذ الليلة بلا قلب
فأنتِ نبضي.


أحمد بغدادي

خاص ألف
2019-12-07


أعلى