علي حزين - إذا جاء الليل..

إذا جاء الليل
رأيت النوم فر
فؤادٌ لا يقر
ونفسٍ لا تستقر
أرقُ علي أرق
قلقٌ فوق قلق
وذكريات , كر , وفر
فأين أين المفر
" كلا لا وزر "
ولات حين مقر
*
إذا جاء الليل
تبدو ليّ الشوارع
من بعيد , بعيدة
رقطاء كالأفاعي العتيدة
أو كخيوط العنكبوت الزهيدة
والقصيدة العنيدة
والعتمة تبتلع الوجوه
تبتلع حتى البيوت
فارميني في السكوت
*
إذا جاء الليل
أمشي في الطرقات وحدي
أتسكع في الشوارع
وفي الحارات العتيقة
أتصعلك مع ظلي , ومع نفسي
ومع القصيدة العنيدة
تصلبني الكلمات فوق النواصي
ولليل صولجان ومقصلة
وفوق الوجوه العابسات
اشياءٌ غريبة وعتيدة
والناسُ تائهون في الطرقات
كالحون مثقلو الكواهل
عابسون , مكفهرون
وفي العيون أرى أحزاناً
وأحلاماً تموت
*
إذا جاء الليل
كل الدروب في العتمة
صًنْوان وغير صُنَّوان
ككل النساء الآتيات
تبدو متشابهات , وغير متشابهات
وأنا تستبيحني الذكريات
تراودني الليلة القصيدة
هَيت لك
فأستجيب للهيت
وأستسلم لها في سكوت
ثم اعود وحيداً ادراجي
أرخي ستائري الناعسات
فأُغل في العتمة
*
اذا جاء الليل
يصارعني الألم
الوهن,الوجع ,
الفراغ اللامتناهي ..
الخوف من المجهول
اتيه كمهدي منتظر
في سرداب اختبئ
انا نبئُ هذه القوافي
شرانق هي الاشياء
جُدَدٌ بِيضٌ , أو غَرَابِيبُ سُودٌ
فأخوض مخاضاً يجئ
من رحم الغيب انتظر فجراً يجيئ
لكي استقر , ولآت حين مقر
أرقُ علي أرق
قلقٌ فوق قلق
ذكريات , كر , وفر
فأين أين المفر
أين المفر


**************
على السيد محمد حزين / طهطا / سوهاج / مصر / 7 / 10 / 2016

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى