ريتا عودة - صفحة كانت مطويّة.. قصة قصيرة

تُرى ..!
هل يستأثر الصّياد حين يُصوّب بندقيته نحو السماء ,بطائر دون آخَر ...!؟؟؟
أليس هو الذي يظلّ يرددّ بعنجهيّة طاووس:
" لو أطلّ فجرٌ وأنا لست في حالة عشق فأنا لست أنا " !!
إنّه يحتاج مع اطلالة كل فجر ان يُثبت لغروره أنّه قادر على اصطياد كل النساء ليزجّ بهن داخل أقفاص عاطفته.
والآن , لا أدري لمَ , كلّما مررتُ بأنثى .. أخال رائحة عطره تفوح من حولي, فأقع فريسة سهلة في فخّ الغيرة . وحين أعاتبه على رومانسيته الفائضة مع هذه وتلك , فهذه الغالية وتلك الرقيقة وتلك العاشقة حتى لبّ العظم , سيهمس لي بلوعةأنّه عروة في مطوى قميصي وأنّه لي , يُحبّني أكثر من الحب, وأنّي تخللت كل شعبة من شُعَبِ حياته.

سيعاود اسطوانته المشروخة.. " سأبقى أحبّكِ ما دمتُ أحيا ولن تلفتَ انتباهي أنثى على وجه الأرض غيرك يا أشهى الإناث وأحلى سنونوّة خفقت بجناحيها في فضاء حياتي ."

***

كان حلمًا.. هزمني من أعمق أعماقي..!
لكن, ها قد عدتُ من احتضاري الذي دام شهورا وشهورا..!
عدتٌ الأنثى المشتهاة..السنونوّة , اللبؤة!!
عدتُ ..لأرحل!
لن أبقى خريطة يُعدّل في خطوط طولها وعرضها كما يحلو له.

***

في البدء سيقول وهو يتثائب داخل قالب ثلج :
حبيبتي , كفانا نحرق في أعصابنا.
ليتك تثقين أنك روحي ونبضي وعمري.
أنتظرك .. السنونوّةالتي عرفتها، برقتها وحبّها وأنوثتها وطيبتها, فهل تأتين.؟
صدري ينتظرك !!
سينتظرني ..وينتظرني ويرجوني ...
ثمّ ....
سيحاصرني بسياطه وهو يكرر كالممْسُوس : تغيّرتِ ..تغيّرتِ !
سيُطلق أحكامه أنّي خنتُ الوعود والعهود ,
وأنّي أمضي في جنوني حتّى نهاية الجدار, حيث لا بصيص بعده!
وأنّ هنالك شئ أكبر مني ومنه لا يستطيع أن يحدده ما هو لكنّه يُقصيني عنه , ويجعلني أوغِلُ في الغياب , في رفضه وعدم تنفيذ أوامره.

سيدور حول نفسه مرّة ومرّة داخل
دائرة مغلقة وهو يرددّ :
" يبدو أنّه حقيقة أكبر منّي "!..
ويتساءل: " من هو.؟ من هو.؟" .
ثمّ يواسي نفسه بجملته الشهيرة
: "أنا وكلّ شئ أو لا شئ..!".
وحين يستيقظ من غيبوبة غروره سيصرخ من قحف رأسه:
" أنتِ , من أنت... !!؟؟؟
عودي للوحل .. شريرة .. مجنونة ..شيطانة.. !!! "

سيلعن , سيتوّعد , ويعد بالثأر منّي في كل مكان
ومكان فهو صقر مرموق, وما أنا إلا سنونوّة عاديّة, وبدهائه يستطيع أن يُلغي وجودي!

في النهاية سيحقن رجولته بجرعة من النزق وهو يبصق حروفه خلف ظلّي الراحل:
"وأبقى سيّد الرجال...!"
لن يعي يوما أنّه طعنني في صميم أنوثتي , همّش كياني , غدر بكرامتي!...

سأمضي....!
سأمضي ...!
سأمضي ...!

حتّى لو مضى قلبي إلى حتفه ...!
لن أبحثَ عن فارس , لن أبحث عن نورس !
لن أ ُرهِقَ جناحيّ وأنا أنظُر خلفي .
فخلفي جثث أحلام ألفٍ وألف عاشقة ...
صدّقت ذات خيبة بريق حروفه!

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى