علي اللامي - كُلُّ حُسنٍ هَزَّني..

( بمناسبة يوم الشهيد الشيوعي )
إلى الرفيق عبود . ومنِ خلالهِ أحيي وانحني بفخرٍ صادق . لجميعَ شُهدائِنا الإبرار


كُلُّ حُسنٍ هَزَّني
كتبتهُ شعراً
شِغاف القلبِ منبعهُ
وحين دانت لهُ الدنيا
محاهُ الكهنوت من بعدي .
وما يدري
قصائدُ عشقٍ للناسِ نحنُ
رَغمَّ سطوة المحوِ
حرفا ننهضُ
** ** **
يا رفيقَ الدربِ
يا عبود
يا نجما
كلما خفتَ الضياءُ بروحي
يَضيئني
اترك خطاكَ رايةً حمراءَ في دمي
كما تتركُ الخمرُ حمرتَها
على وجهِكَ الغضُ
** ** **
بالأمسِ ...
بالأمسِ يا عبود
اغتالوا النجومَ غيلةً
وتركوا السماءَ بلا نجمٍ
بها الجياعُ تهتدي
يومَ سَملوا عيونَ سلام عادل
تلك التي بها
للان نبصرُ .
** ** **
أذكرُ يومَ ادلهم شباط
ذاك الأسودُ
والرفاقُ تفرقوا
وعيونَ الوشاةِ تُلاحقَهم والمُخبِرُ
واللاقومي ذاك الحرسُ
الشوارعُ اكتظتْ بالرصاصِ
وشرِق الرصيفُ بالدمِ
ودجلةَ مجت غضبتَها موجا
صاحتْ بشطآن النار:
لا خيرَ بشاطئٍ لا يحفظُ للرملِ كرامتهُ
أو يفرطُ بماء الأنهارِ
وصاحت ... أولئك أبنائي
مذ غبشَ الجوع الذابح ودج ألأحلامِ
كانوا للفقراءِ رغيفا
رضعوا مني طهرَ حليبي
فلا تستغرب يا عهرَ المال
أن ظلت أيديُهم رغم الفاقةِ بيضاء
** ** **
أرواحُ مَنْ هذي التي صاحوا بها نهبا ؟
مرعوبا يسأل الحمامُ
فيصمتُ المدى خَجِلا من دم الشهيد
وتئنُ المدينةُ ثكلى
من تلك الخطى المشبوهةِ
وتصرخُ بلا فمٍ وتعتذرُ
فتنهضُ بغدادَ حاسرةَ الرأسِ
تضمُ إليها أشلاءَ بنيها وتنتحبُ
ويسألُ
مَنْ فرَّطَ بدمِ الأحرارِ؟
أسمعٌ أنينَها للانَ يسألُ
** ** ** **
عبود
قم بنا يا عبود
نضع الروحَ إكليلَ وردٍ
على ضريح الشهيد
ثم نمضي إلى الدرب الذي
من أجلهِ روحه هانت
نمضي إلى ما أراد ونريد
وطن حر وشعب سعيد


علي اللامي
أعلى