رضا أحمد - لا يمكن أن يكون الحب أسوأ ما حدث لنا

لا يمكن أن يكون الحب أسوأ ما حدث لنا؛
لم تمنحك الطيبة اسمًا أعرفك به
وأنا ألقن أصابعي قراءة الشهوة في عين الرجال
وقد فرقتنا تفاحة عفنة على طاولة
أمام الله
ولا أعطاني الشوق سره
كي أدعي يوما أنني ورثت الأسى فقط
من رائحتك الحلوة.
...
محيلًا إلى الصمت كل اعترافاتك
تركتك وحيدا تعوي
وسط بركة من الدماء،
فقدت ضلعًا وبعض الوقت وطمأنينتك إلى الأبد،
قرأ الله سيرتك على لوح شكولاتة؛
حلو أنت وبريء
مُر كما يلزم الفقد نكهته وحضوره
وحين رفع يده عنك
بقيت آثار أصابعه ملاذًا للكوابيس
حظائر للدود والرغبات،
قال لي أنك ترغب في الخلود بقدري
ولم أمتلك الأسنان الكافية لأحبك.
..
أطعمت شبيهك كسرات قلبي
وحين نظرت إلى ملامحه لم أجد ما أذكره؛
سبورة عطشى إلى ليلها الرائق
كنت
تخبو كصلاة أفسدها الانتظار والخذلان
ولطخات الممحاة،
على صدرك أكثر من عصفور يتخلص من ريشه وصوته
بينما قفصه يرتعش من الفقد
ويطوق البرد بذراعيه؛
على صدرك أكثر من كتاب،
لم يدفني الظلام وأنا بكامل موتي
بالكاد جرحني يقين أنني وحدي أخطر عليك من الحب والأمل
تركت خلفي موسوعة من الكلمات
تبتكر موتها الخاص لتشبع عاطفتها البدائية
في النيل منك.
..
اقرأني بلا حواس
دبر لي حياة تفضي إلى النوم بلا خوف
وانتظرني بعارك
بالوهن الذي يغمر ظلك
بحيلة سألت الله أن يخلصك منها
بتجارب مغسولة في دموع من يتجاسر ليبتسم في هذه العتمة
فيبدو في صورة الضحية
الذي وثق فقط في طريق مغمورة بالسماء.
..
يمكنك القول أننا تجاوزنا كل الحلول
إلى العقدة
واشبعنها لمسًا وتقبيلًا وعضًا،
جمدنا أرصدتنا من النطف
لترانا المشيئة بعد ألف عام
ندحرج كرة كبيرة من الذكريات
مكان محجر عين الرب.
..
لنا ما يبقي العبر والدروس أكثر انتهازية
النسخ المتطورة عنا تقاضي القدر
وتكسب بعض عملات الشفاء والوقت؛
العود الأبدي لجرح عميق في ساق شجرة
سلالة من الفؤوس الغاضبة
تحت يد الحطاب.
..
لا تطلق النار على نمر
وفر سخطك إلى ضغينة أكبر تهرب إليها
وتليق بقسوتك
حبذا لو أمسكت فراشة أو دفقة ضوء
وعدت سالما إلى البيت،
أمي امراة حكيمة
تحاكي مهنة الموت عميقة الأثر
في تعقب طحين الأدرنالين
وهو ينفلت من كيس جثتي؛
كانت المرة الأولى التي أرتدت فيها ملابس تليق بالمناسبات
حين نزعت نابًا من فمي
وغابت في الشمس.
..
ليس لديك شيء ضدي
ولا خبرة سيئة تعمل لصالحي في رأسك
بالتأكيد لا تريد قتلي،
الزمن تكفل بدمي
وكل الأعمال القذرة بدلًا منك؛
أتقدم إلى مخزن السلع المستعملة
كغرض تالف بلا كتالوج أو وثيقة ضمان
بلا ختم أيديولوجية يزين جبهتي في الظلام
أبيع جسدي للهزال والتجاعيد والخرف،
أسعد خطوات النسيان
حين تطأ رقعة الشطرنج
كجندي يعتقد أن اللمسة الأخيرة
صك تحريره
ستعيده بريئا إلى حضن أمه
ولكنه يبقى ذخيرة لعبة الموت.
..
في المساء
تبدي رغبتها في عناق وقبلة
بعد وقفة طويلة من تأمل المارة وزعيق السيارات
تفتح في فمها سلمًا طويلًا من المناجاة:
أريدك تعال،
قف جواري،
الشرفة على اتساعها؛
بإصبع واحدة نتذوق العسل من صحن القمر،
بنظرة ينعس الضوء فوق عيون إشارات المرور،
بخطوة تنفض العتمة ملاءتها المشحونة بالنجوم والعفاريت
فوق نهدي،
تطلع معي إلى السماء في كراسة الرسم
وهي تسير ببطء حتى يلفظ اللون الأزرق
أسماكه الذهبية في كتاب الدين،
كور عجينتي تحت إبطيك،
اقضم من شفتي أرغفة صغيرة
وساخنة،
ارح أبديتي على حجرك
ربت عليها لتصير أنثى حقيقية بلا قوسين
ثم اتركني أسوي حسابي مع الشمس في سريرك
ودع عينيك ترقي بشرتي،
صوتك أعمى
يغيب أكثر في التفاصيل البعيدة
ويتمدد في الألم،
في المساء
هو على حاله
ينظر إليها بامتعاض وأسف
كيف اهتدت ذرات الغبار إلى قميصها الستان
رغم الحراسة المشددة من كشافات الإضاءة،
موجة في كف الرب
لا شباك تحصد رعشتك في سلة الخريف
حورية حبيسة حوض أسماك
وملصقات الأسعار
امنحي الزبائن هذه الابتسامة الأليفة
ولا تستثني أرجوك
الفقراء.
..
لماذا صرنا وحيدين ومثيرين للمرض
دون أن ننتبه إلى أن عمرنا الأفتراضي
لا يكفي حربًا أخرى
وملايين المشاجرات على حاويات القمامة
والسوشيال ميديا؟
ظلك يتطلع إلى كآبتك بسماجة كلب
بعد أن اهترئ الحبل الذي يبقي عنقه مطمورًا في الظلام،
"عن المتبقي من صلاحيتك" يسألك
"تطلع إلى صانع التماثيل" تقول
وتلك الساقية الكبيرة التي تجرش ثلج السماء
وتهيل علينا سهام الضوء.
..
لم يتوقف عن الحب
الإعاقة في قلبه كان يلزمها لعنة أكبر
من السير خلف امرأة واحدة
وقليلا من الشك والقسوة
مع مراعاة جرعات المواساة في الهجر
نظرة سامة
وضمادة رثة تنقل الذاكرة بين كل جرح وآخر،
قليلٌ من الحنطة والكراهية
تغيث كل بيت مهجور
لا يبدي ظنًا حسنًا بساكن جديد،
ينتزع شوكة من كفه
ويعرضها على المارة:
هذه دماء طازجة تقطف عين كل حبيب
وهذا كل ما أملك
عنكبوت قديم
يتسلق عمودي الفقري إلى الليل البعيد
إلى الرب اللطيف
ورنين خافت لباقة زهور ذابلة
لم تكف يومًا عن الضحك
تقدموا مني بمودة أو كأعداء،
لا
بل حاسبوني على نصيبي من الألم والفقد.


رضا أحمد
  • Like
التفاعلات: محمد زادة

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى