وئام أبو شادي - بارتفاع حذاء أنيق عن الأرض.. شعر

بارتفاع حذاء أنيق عن الأرض
تحلق طائرة مرهقة
السماء صافية تكتب حكمة
للمسافرين عن أرواحهم
التي أثقلها الهرب دون جدوى
أغوص في تلك اللقطة
و أتخيل لو أنني لم
أحصل على عدة حقائق
تصفني كطعم لدواء مر
أحقا نحن محض استنتاج
لعبث الحياة بنا ..
ألم تكن تلك يداي ذاتها
التي تسلقت عالم بيرو و سويفت
و نامت كما هي بضة عذراء
بين الأشباح و ساندريللا..
ألم تكن ذاتها وهي تتجسد
كسفينة لفرمينيا و ارثيا
ماذا يحدث بعد أن أضعها
على قلبي آخر الليل ؟!!..
لماذا باتت قرباناً لا يقبله الرب ؟
أين تذهب حين تسمع أنها لم تكن
معطلة عندما دفعتني ثمناً باهظاً
كي تبقى حية و تكتب الشعر ؟
أنا لم أخبرها أنني أفعل ما أريد
و إن قطعوا أطرافي كلها ..
يداي لا تشبه إحداهما الأخرى
لكنهما تشبهاني و أنا أضحك بصوت عال
ٍ كلما سقطت بقوة على ركبتي
في السابعة عشرة من عمري
أقنعت يدي أن تكون عائلتي
و أن تفهم جيدا أنه لم يعد بوسعها
أن تغضب مني و ترحل تاركة
العالم في عيني ككأس متصدعة
يغريها نهر لا يعرف أين يَحُط
لا يمكنها الآن أيضا أن تقف بعيداً
حين قرر قلبي أن يعيش
الله يعلم أني حزينة لكني
سرقت شفتي المطر لأبدو سعيدة
إن الله يسامح الاطفال
و أنا وأنتِ طفلتين
لن أكذب مرة أخرى..
صدقيني فقط هذه المرة
حتى لو لم تكتب السماء حكمتها
بين طائرات المسافرين

وئام أبو شادي

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى