صالح الطورة - معلم في الذاكرة..

كتب الأستاذ صالح الطورة

المرحوم الأستاذ عودة محمد أبو قرشين السعودي علية رحمة اللة علية وأسكنه فسيح جناته، توفي عام ٢٠١٥
ما أن اكتمل بناء مدرسة المنصورة الخريبة سابقا، والمكون من غرفتين من الحجر والاسمنت سنة ١٩٦٥ ، على يد اخوين اثنين هما ( سلامه، وسليم ) وأعتقد أنهم من فلسطين ،وكان حدث غير مألوف لأن الدراج حجر وطين في ذاك الزمن ،مع وجود مرفق صحي خارج المبنى، اعتبر نقله نوعية تعانق الحياة المدنية فيما بعد، ليس إلا المهم مع انتقالنا إلى هذا الصرح التعليمي حتى حظي الأستاذ عودةابو قرشين عليه رحمة الله أن يكون أول معلم في المبنى الجديد، فسكن في غرفة، والطلبة في الغرفة الثانية على نظام الصفوف المجمعة، فكان هو المعلم الوحيد، والمنفرد والمكلف بتدريس المواد جميعها، هذا إذا ماعرفنا إنه حاصل على الثانوية العامة من مدرسة معان، الفرع العلمي عام ١٩٦٣ م ،ومعروف لبعض أبناء الشوبك آنذاك وزملاؤه في نفس الفرع هم الأستاذ محمود الزويري، والدكتور سليمان البدور ، ومن وادي موسى المرحوم الأستاذ عيد العلايا....
الأستاذ أبو اسامه ،رحمة اللة علية وأسكنه الجنة، هو المعلم الثالث في مسيرتي الدراسية بعد المرحومين، الأستاذ أحمد عجاج الجردات من دمنه الكرك، والمرحوم الأستاذ عدنان إسماعيل العسوفي من الجهير الشوبك،.
أبو أسامة من نوعية المعلمين الذين كنا نتسابق من يقول له صباح الخير أولا عندما يستيقظ ويخرج علينا من الباب وننتظر جميعا على امل من يفوز منا، بأن يذكر إسمه من أجل أن يصب الماء عليه ،أو أن يكلفه بإحضار الخبز من بيت المختار. وهي مهمات ،كانت غاية أي طالب ، لقدسية المعلم وحب الطلبه له وكذلك مصداقية المعلم في التعامل مع طلبتة، وللامانه أنني لم أذكر أنه كان قاسيا معنا، بل بالعكس كان يعامل الجميع بكل رحابة صدر وامانه واخلاص في العمل فجزاهم الله خيرا على مابذلوه من جهد وتحضير وتعليم في صفوف مجمعه والتي تتطلب جهود مضاعفة من أجل إعطاء معلومة صحيحة ،جعل الله هذه الأمور في ميزان حسناتهم،
كان رحمه الله يذكر لنا أن له أبناء عمومه من بصيرا، يدرسون في الشوبك وهم الأستاذ الفاضل مبارك الرفوع في إعدادية نجل، والأستاذ سليمان خليل الزيدانيين في مدرسة المقارعية.
أبو أسامه لأ يزال في ذاكرة طلبته وأهل القرية ممن عايشوه، لخلقه وأدبه وعلمه وحسن تعامله رحل كما رحل من سبقوه وبقيت الذكرى العطرة ، نشترها بين الحين والآخر وكلما مر طيف هؤلاء الرسل الذين تحملوا الكثير الكثير في تأدية هذه الرسالة الخالدة رسالة الرسل و الانبياء، والتي افنوا فيها زهرة العمر فإلى جنات الخلد أبا أسامة انت وصحبك الكريم، ياشموع احترقت لتضيء الدروب للآخرين، مع صادق عزائي لأبنائه الكرام، والشكر موصول لأخي وصديقي الصدوق أبا مالك الأستاذ الفاضل محمد عبدالوالي السعودي المحترم الذي زودني بصورة استاذي الفاضل عليه رحمة الله ويقول الاستاذ سلمان الحسنات عن المرحوم: درسنا في مدرسة الحي في الستينات وأذكر أنه محبوب ورياضي حملنا الى البتراء وأجريت مباراة بكرة القدم مع ال بتراء الاعداديه قبل رحيلها الى ام صيحون ..وكان يوما رائعا .
جاء ابنه اسامه مدرسا في وادي موسى في التسعينات ذكر لولده معارفه في الحي وكان والدي من بينهم فدعوته اكرمته اكراما لوالده الذي أخبر ابنه عن أفراد اسرتنا واحدا واحد وعن وعن حياته في حينا ..
تعليق: لقد عاصرت المرحوم الأستاذ عودة أثناء كنا تلامذة في مدرسة معان الثانوية، وكنا معا في السكن الداخلي التابع للمدرسة أسوة بكل الطلبة القادمين من خارج مدينة معان، وكان يسبقنا بسنة واحدة ومعه ابن بلدته الأستاذ سليمان المسيعديين. وكانا من أكثر الطلبة خلقا وحسن معشر.


تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى