مروى بديدة - في ردهات بعيدة.. شعر

في ردهات بعيدة
و سماء اللازورد تبرق على حواف الخناجر
يترجرج الحلزون بشحم ممرغد في السكر
تغسله أمطار عشوائية بيضاء
يخجل كلما داهمته عدسات البرتقال
و روائح السعير تذهل المكان
فينصهر الشمع زخات زخات طرية
تسد فجوات جراح قديمة
و يتنفس اليانسون على الشرفات و في المقابر
تأتي الجيوش من بلاد غريبة
ببزات اللاعشاب و أزرار الخشب
و أجراس و مزامير معلقة في الأعناق الذاوية
حيث يرفرف الدم كالعصافير المرجانية
تيبسه الشمس على مناضد الأرض
فينام و يغلبه البنفسح...
يبقى الحلزون الخجلان معلقا على الخشبات
يعود به الغرباء و يثبتونه على الجدران كالأوسمة
أو يدسونه في حقائب الأدوية و الإسعافات
يظل الشمع محترقا
و يصير البرتقال قديدا مملحا بالدمع
يذوب كلما هطل عليه مطر لذيذ
في ردهات بعيدة
و سماء اللازورد تبرق على حواف الخناجر
كل المذابح تظهر على البلور صافية و شهباء
و الصياح كأغاني الأعياد...



مروى بديدة

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى