صالح رحيم - كتاب المياه.. شعر

ردمنا النهر بالصخور والتراب
لكي نتجنب الطوفان،
هذه فكرة من كتابٍ ألفه جدي
ونسيه على الجرف الذي ردمناه
فأخذته موجة:
وتبدد في أعماق المياه!
*
كان الكتاب شعراً خالصاً
ذاب في النهر مثل السكّر
حتى صار سببا في عذوبة المياه
فقد كان الفرات
يغصُّ بملوحته النخيل،
ويتفطر جلد الإنسان..
*
يقول جدي:
إذا أراد شاعرٌ ما أن يعرف
ما إذا كان شعره حقيقيا أم لا
فليرمِ قصائده في نهر مالح:
وليفخر بنفسه حين يصير الماء حلواً
أما إذا بقي مالحاً: فليبُل وينام !
*
أردم النفسَ بالصخور والتراب
لكي لا أعيش متطفلاً على جسدي
النفس نهر ايضاً
واريد ان اتجنب الطوفان
هذه فكرة من كتاب ألفه جدي ايضاً
ونسيه في نفسه
فأخذته رغبة :
وتبدد في أعماق المياه !
*
ثمة كتاب في أعماق المياه
عثر عليه أخي بهيئة حجر أسود
وضعتُ الحجرَ في المكتبة
فتحول إلى قطعة سكر
وقطعة السكر هذه
تعود الى حجر أسود
كلما وضعتها في المياه!
*
أنا شاعر رديء جداً
فاتني أن أقرأ كتاب المياه
ولم أرَ جدي قبل ان يموت
إلا أنني ورثتُ عنه فكرة واحدة
وهي أن أضع قصائدي في نهر مالح
فيصير الماء حلواً ..



صالح رحيم

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى