صالح رحيم - هذه ليست حياتي..

هذه ليست حياتي
وهذه ليست المرة الأولى
التي أعيشها بحياة ليست لي،
أتذكر إنني عشت في كل العصور
بشخصية مغفل
لا يفقه شيئاً من الحياة..
خضت حروباً مع جنكيز خان
كجندي منطوٍ على نفسه
عاش ومات كثيراً قبل ان يموت
وجايلت العديد من الأنبياء
ولست نادماً
لأنها ليست المرة الأخيرة
أنا الآن أعيش بحيوات مستعارة
لا أريد في هذه القضمة الأخيرة
من تفاحة العمر
سوى حياتي
حياتي العالقة بين الأنقاض
الملطخة بعيسى
والمتخمة بموسى،
القريبة من الخضر
والمعلقة ببساتين السماوة .
أنا تمرة لاكتها الآف العجائز
تأبى إلا أن تكرر نفسها
من فم إلى آخر
ومن طينة إلى أخرى
ومن بستان إلى آخر..
أنا سيد العارفين بالطين
بإمكاني أن أفعل أي شيء
أن اتلو قصة النبع على الصغار والكبار
أن أؤاخي بين النخلة والصحراء
أن أراعي فكرة الموجة في رأس الحجر
بإمكاني أن أجرح الأرض بصمت
بإمكاني أن أحول كل الصرخات
التي تلامس يابسة نشوءها إلى صمت
بإمكاني
أن أفعل
الكثير
مقابل
حياتي .



صالح رحيم

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى