زكريا الشيخ أحمد - شظايا الأحلام.. شعر

ما الذي يحدثُ لجدارٍ
حينَ يصطدمُ بهِ حلمٌ ؟
لا أعتقدُ أنَّ هذا السؤالَ منتجٌ .
لهذا و للكثيرِ من الأسبابٍ الأخرى
سأنامُ على هذا السؤالِ
أسوةً بملايينِ الأسئلةِ التي نخرَتْ
و ما تزالُ تنخرُ عظامي .

و منعاً للاستطرادِ
و كي لا أُغْرِقَ النّصّ بالتشابيهِ
على حسابِ الفكرةِ التي أودُ كتابتَها .
أرتأيتُ استبدالَ السؤالِ السابقِ بسؤالٍ ثانٍ
أراهُ منتجاً
و اتمنى لو أني أجدُ إجابةً عليهِ
كي لا يضافَ للأسئلةِ الكثيرةِ التي تنخرُ عظامي .
ماذا يحدثُ لحلمٍ
حين يصطدمُ بجدارٍ ؟
هل يعلقُ بقشرتِهِ ثمَّ يجفُّ و يتلاشى
كما يتلاشى الحبُّ في عصرِنا الثقيلِ هذا ؟
أمْ أنَّ الجدارَ يبتلعُهُ
كما يبتلعُ الحوتُ الأزرقُ كلَّ يومٍ
ملايينَ الكريلياتِ ؟
هل يملكُ الحلمُ فرصةً للخروجِ و الإصطدامِ بجدارٍ
أمْ أنَّهُ بنفجرُ في اعماقِنا
و يذيبُ و يصهرُ ما فينا منْ جدرانٍ
كما أذابَتْ قنبلةُ الولدِ الصغيرِ هيروشيما
و كما صهرَتْ قنبلةُ الرجلِ البدينِ ناغازاكي .
انا أرجحُ أنَّ الأحلامَ قنابلٌ
و ما الحزنُ و الإحباطُ و الوحدةُ
و الميلُ للعزلةِ
سوى شظاياها .

زكريا الشيخ أحمد

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى