محمد عبد الوكيل علي جازم - ينقصني حضن ساقية.. شعر

ينقصني مشاهدة الأكمة*
المخضبة بضباب رأس الشعاب،
ينقصني
معانقة الزرع والحشائش الشقراء..
السير في المخالف القديمة..
جوار البيوت المسكونة بأرواح الأجداد..
ينقصني
شم رائحة النعناع بسقف الدار
عبق الريحان الأخضر في قُطع
على نافذة ..
ينقصني الاختباء بين حزم الوجيم
في نهاية الحصاد ...
الصبول المثخنة بغبار الهجر..
الكوى المكحلة بالسابلة ..
ينقصني ..
المرور جوار العِنشِط
تذوق طعم العصيد
على المَرهك..
مغمّسة
بزهور الخوعة
وغصون الفيجل..
ينقصني
صوت البتول..
طعم شاي العصر مع الشقاة
سماع ألحانهم الشجية
وصوت رنين أقدامهم الحافية
فوق الأوضار وهم يحملون الخِيَشْ..
ينقصني
حضن ساقية
ثدي سبولَة
كتف مِحجَان
ينقصني
السهر في الركن إلى الفجر
الخروج بين الأمطار الغَزِيرة
الدخُول في جلب عند " الجَابْ"**
على طَرف القَرية مع الرعاة
ينقصني
ظل شَجرة تضيء الشَواجِب ليلاً...
تأمل عيون بقرة تأكل طعامها بشهيه
وتشرب الرّوّيش بلذة
ثم حين تشبع
تنادي على عجلها الذي ولد قبل يومين..
ينقصني الاستماع إلى صُرّيرة
الصيف المزعجة جداً..
طُلوع شَجَرةْ البلس البلدي
والحُنْقُص الأحمر
بُكَاء الحِنَاشَة المخيف قبل الفجر
ينقصني البقاء مع أمي في الصُعْد
بين دخان المَلحّة
وعَرف العَجِين المُراب بالماء
شكل المَذُر يَسْبح مبتهجاً
رؤية الصُلْب يدور في المدْسُنة
قبل دخول اللًحُوْحَةْ إلى عَرشَها
ينقصني الخروج إلى المقبرة
ثم الجلوس على " صَفَى الحرف"***
ينقصني
البكاء على قبر أبي
والحديث مع جدتي الطيبة
والصلاة خلف جدي في مسجد
القرية…

____________
" ينقصني حضن ساقية" مزيج من الفصحى والعامية
اسم مكان
** اسم مكان
*** حافة صخرة وردية ..تطل على العالم؛ كما لو أنها لسان أسطوري تود أن تلحس عسل الحكايا..والصفا اسم مكان في مكة ومنها الصفواء حجرة ملساء وهي كذلك هنا

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى