سلمى الزياني - المرأة الفراشة..

هل حدث و جربت أن تبكي كفراشة
لأجل امرأة هناك تمزق فساتين الريح
تسلب الفصول صحوها
تزيد من توتر القصيدة
تقنع الضوء أن يحتكر وحدة القنديل
تستمر الفراشة في العناق
ذاك الصمت الأبدي يفرد جناحه في الفوضى
يخمد ظله
تتدحرج من الزمن الشاسع افكاره المجنونة
ذاك السقف عند مرتفع الغياب
متدلية هشاشته
دفئا لعنكبوت كان بيكاسو يخبئها وراء لوحة الجيرنيكا
هل حدث أن قمت من على مقعد في الانتظار
تعانق امرأة الغربة ..المرأة الفراشة
في ذاكرتها مسافات
شجر و أطفال يرقصون بعيدا عن مستقبلهم
نظرتها ابتسامة جميلة
جاد بها اليأس في زمن التيه
كانت الابتسامة حقلا ..
التيه مقعدا برجل واحدة
و امرأة الغربة تطوي معنى كبير
في زمنها الكبير
في شوقها الكبير
في غيابها الكبير
تيهها أيضا كان ظباء كبيرة
و الغابة هناك لا أسوار لها
لتقفز منها امرأة
شرّد التيه نظرتها
هل خمنت أن نظرتها ليست مجرد تيه؟
هل حدث ان اسكنت قلبك هما كبيرا
بكل جبروته
و هو يتفرعن غاضبا
من حنان او حنين
من الصمت السافر على جنبات الغربة
و دمعك
بجسده
و روحه
دمعك الحجر
بيده المهزومة ينتف زغب المعنى
بيأسه يتخذه وسادة
بتدثره غطاء الخيبة
بكثرة عرائه
لم يكن لقطعة الشوكولا نكهتها التي تشتهيها متسكعة في ليلة صقيع فائتة
ستدعمك امرأة الغربة: "امسك بيدي ، لا تبتعد"
ستبقى خيباتك تحارب كي تتحرر من التكرار
تغيب
لتحضر
لأجل المرأة الغريبة
و الغريبة المرأة
هل حدث و كتبت قصيدة كانت فيها النساء
بابتسامة و بكاء
حين تتعب تسند ظهرها إلى جدارك
جدارك كحطب مبلل
افنى ما تبقى من العمر في حريق الأسئلة.
  • Like
التفاعلات: عبدالعزيز فهمي

تعليقات

تلك الدمعة التي تطل من كوة الاحتراق
كانت تقود سرب المعاني إلى السؤال
وكانت ترافق كغجرية البداية إلى الرقص
كان الملح يتدلى من جرح البحر
كي يصوغ من الزبد وحبه
تقول امرأة "هل حدث وبكيت على امرأة"
والبحر أمامها شاهد من أهلي
يصرخ وجعا
كم تحث كلمات الجميلة على المشاكسة
 
أعلى