جورج سلوم - نقد.. وما أنا بناقد

لفت أنظاري ذلك العنوان (في نقد الأنطولوجيا ).. وما رأيت ناقداً
وكأنّ الكلّ أجمعوا على الموافقة بصواب كلّ تغييرٍ حدث في ذلك الموقع .. ونجاعة كلّ تبديل ارتأته الإدارة .. فلم يبق علينا إلا التصفيق .. ولم أجد تصفيقاً ولا مدحاً .. كمن يومئ بالرأس لمحاضرٍ جامعيّ يعطي ويستزيد .. نعم نعم أحسنت أيها المحاضر مع أنني لا أفهم ما تقول .. ولا يخصّني مديد أقوالك ما دمت لن تسألني عن رأيي ولم تدُسْ لي حتى الآن على طرف ..وإلا لكنتَ رأيتَ مني العجب في الدفاع عن السبب حتى بلوغ الإرب يا أخا العرب.
ومع أنني تبوّأت منصّة النقد الآن ..فلا أعرف أين ستقودني ناصية النقد ..ولا أية وجهة سيتطيّر نحوها عصفوري
ولا أتخيّل الفكرة التي سأنقدكم بها ..ولكنني سأنقدكم لمجرّد النقد شئتم أم أبيتم !!
كمن يعلّق على محاضرة مكتملة الأركان ولكنه سيعلّق لمجرّد التعليق وحبّ الظهور جنيب الكبار.. وهو يجلس مُجبَراً في الصفوف الظليلة الخلفيّة لأنّ موقعه ومنزلته هناك في الخلف ..مع أولئك الذين لا وزن لهم وأتوا بهم فقط لإكمال العدد ..للجمهرة ..للتصفيق ..للهدير ..للتصوير من بعيد إن شئت فيكونوا في خلفية الصورة ..رؤوساً بلا عناوين .
سيعلّق وينتقد لاذعاً عسى أن يأتيه النور ..فتنقلب الأنوار الكاشفة إلى الخلف وتدور رقاب المسؤولين الجالسين في الصفوف الأولى نحوه ليتبيّنوا من ذا الذي ينتقد ؟ .. من ذا الذي يجرؤ ويفتح فاه من بعدنا ؟..من ذاك الذي يتذمّر ؟..عسى أن يسألونه عن اسمه ..وعسى أن يردّ عليه المحاضر الأكبر وعندها ستلتقي عيونهما لأول مرة .. عيون الكبير المحملقة أبداً وعيون الصغير خجولة الأحداق ..إنها فرصة سانحة أن يسمحوا لك بالكلام فاستغلّها أيّما استغلال .
وأبتدئ بالنقد بصوتيَ الخفيض إذ لا مكبّراتٍ للصوت تُمنَح للرّعاع ..وكان لابدّ لي لجذب الأنظار ولإعطائي مكبّراً للصوت أن أذكر إدارة الأنطولوجيا بالإسم ..عندها لابدّ أن يردّ عليّ كبيرهم ..وعندها سيسود الصمت في المحفل الكبير لأنّ الكلمات صارت تدوس على الأطراف وويلك لو وصلت إلى الذقون ..
عندها أعطوني مكبّراً للصوت لاسلكياً ، وانتقلت آلات التصوير إليّ واشتدّت الإضاءة الموجّهة عليّ ..عندها خجلت من نفسي وخفت أن يرموا بي خارجاً إن خرجت عن النص ..فقلبت نقدي إلى مدح ..وطلبت من الله أن يمدّ بأعمار القائمين على الموقع ويسدّد خطاهم لأنهم يسهرون على خدمة المصلحة العامة ..وإلى ما فيه خير الأمة الأنطولوجية ..وعندما انتهيت من نقديَ المدّاح عادت الرقاب واستدارت إلى المنصة كالعادة ..ولم يصفّق لي كبار القوم ذوو الأيادي الثقيلة ..ونبذوني رفاقي من صغار القوم واعتبروني مزاوداً وانتهازياً ووصولياً وزئبقياً وملمّعاً للأحذية ليس إلا .
عندما عرضوا تلك الحلقة على التلفاز ..ظهرْتُ وأنا أكيل لهم المديح ولكن نسيوا أن يذكروا اسمي في معرض التسجيل الإخباري مع أنهم سألوني عن اسمي مراراً وتكراراً !!!

**************

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى