مصطفى الحناني - جاثم هذا الحب على صدري..

جاثم هذا الحب على صدري كنسر أفريقي
إن جاع ولم يجد طعاما
أكل أولاده ..
نسرٌ
يحرس فضاء قممه وفي منقاره رأس بومة أوراسية
بلفتة واحدة يسيطر على الوضع كله...
.............
في بداية الأسر
شعرت بتكاثف الرمل في صدري
كأن القوافل التي لا تزال فيه راحلة
طوت أغراضها تحت إبط حوافرها ومضت
تقصد الشام وشامة في مفترق نهديها
القوافل التي ذابت صورتها في فم الزوابع
رأيتها سفنا تسبح من دون ربان ولا مجاديف
والوقت وصل سن التقاعس قبل الوقت
لكأن الغياب صحراء شاسعة كالمحيط
حين يسدل الليل سقفه على النجوم
يتساءل الرحل في عجبٍ :
أي الجهات ستنقذ خطانا من الضياع أيتها الرياح؟
ترد عصافير قلبي :
هاكم خطو أجنحتي المنحور
واعبروا به معكم
وإن سألكم...!
قطاع الطرق من ذا الذي يئن بينكم.. ؟
أجيبوهم :
هذا أيها السادة الكرام قلب معلول بالهيام
نبغي له دواء في الشام طوق ياسمين
أو
عصارة كرز شفتيها جرعة للحياة
في نهاية الأمر
سيموت
أو يموت
قلب صفعته ريح ياسمينة من جولان الروح
الروح التي ستعيده لزمن البدايات في الأساطير
إن وصل....!؟
سيصبح في بيتها دالية عنب
لتزهو فيه فراشات قميص نومها الأصفر
و لكي ترتشف يمامتا صدرها منه العناقيد
سنحيا أنا وهي بكثير من الوثوق
وسنغني الميجانا ونرقص الدبكة
كزوجين أول الخلق
يدثران عورتهما بلهفة شوق على سفينة نوح
عراة
حفاة
إلاّ من هبوب صرخة نسائم الحب
سيعود
الفجر بكامل ضيائه في عينيهما
وستستعيد
حنجرته رضاب صوتها في الغناء
أيها الغياب
أما حان زمن حظرنا بالكامل
كما تحظر الدكتاتوريات معارضيها وإلى الأبد؟
ليس الحظر مهما
وقت أحضر أنا
وهي ساهمة في حضني
كسقوط قطرة بلل لشهوة
بعد غرق طويل
في جبّ نزقٍ من شهقة الوجع
لقطة عزباء باغتها حبيبها على مرتفع جدار
فصرخت بكل ما فيها من قوة وهي تتمرغ على التراب :
امممييااووو.. مياومياومياااااوووو
لعلك أيها الغياب ستموت غيضا
إن أقررت لك :
إنّا سنموت فينا مهما أطلت المكوث
حُبًّا ..
لنحيا الحياة ...


مصطفى الحناني
  • Like
التفاعلات: هند حسين

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى