إبراهيم مالك - أَعرفُ أنّ عَليّ أن أموتَ يوما.. شعر

أَعرفُ أنّ عَليّ أن أموتَ يوما
و أن أتركَ الأشياء قبل أن تتركني
و مع ذلك بقيت عُمرا كاملا
ضائعا،
مُترنّحا
أعيش على أنقاض ذكرياتكِ
أُؤمنُ بفكرة الموت جدّا
و أن الفُراق مصيرٌ مَحتوم
أؤمن بالشّجرة التي قطعوا أغصانها
لتصير بَاباً
و بالنّافذة التي حين إلتقى
عندها عاشقان
استحالت غَيمة
و أؤمن بأن العصافير أيضا
تَهجر أَعشاشها
و تمضي باحثةً عن سلام
الرّصيف الذي مَشينا عليه
صار عُشباً،
العُشب صار سَريرا
حين تمدّدنا عليه!
الرّجل الأوّل الذي وُلد في هذا العالم
في البدء أَحبّ شجرة
لقد كان يبحث عن معنى لوجوده،
و حين أَغوتهُ الشّجرة أَكَل من تُفاحها
هنا جاءت فِكرة النّهدين
المرأة الأولى التي جاءت الى هذا العالم
كانت تَبحث عن تفسيرٍ مُلائم لتكوّر نَهديها
فَاخترعت مِرآةً لترى نفسها،
في عَيني الرّجل الأول
الذي يَقضُمُهما
تعالي إليّ هذا المساء
قبل منتصف الليل
سَنُمسك بالقمر
تعالي لِنقضي الليلة مَعاً
و نَقبضَ على الوقت
مُتلبّسا
و نُطلقَ عليه رصاصة
النّوافذ مغلقة
الأبواب مُغلقة
الأُكسِجين في القُبل
إلى أين يذهب الأكسجين
عند مُنتصف القُبلة ؟!
أعرف أنّ عَليّ أن أمُوتَ يوما
و أن أترككِ هنا،
و أرحل
قَبل أن تنهشني مَسامير غيابكِ.

إبراهيم مالك

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى