زكريا شيخ أحمد - في محطة أخرى.. شعر

و لا مرة كتبت عن شمس
بزغت من خلف جبل
و أحالت بنورها واديا لذهب .
و لا عن قمر في كبد الليل
أظهر بضوئه
عاشقة جالسة في حضن عشيقها الغارق
في تقببل الشامات التي على جسدها .
و لا مرة كتبت عن نهر
ينساب من حافة جبل
مارا أمام كوخ صغير .
و لا عن إمرأة تدق باب الكوخ
فتدخل بشعرها المبتل ثم تفرده
ليصبح الكوخ أدفىء كوخ في العالم .
و لا مرة كتبت عن قطارين عابرين
يلتقيان ليلا بالصدفة في إحدى المحطات
فينزل من أحدهما رجل
و تنزل من الآخر إمرأة ؛
المرأة تنتظر
و الرجل ينتظر
ثم يجلسان في جوف الليل
على كرسسين غير بعيدين عن بعضهما ؛
ينتظران القطار .
ماذا سيحدث إن لم يأتِ القطار ؟
سيذهب كل واحد منهما في طريقه .
ماذا سيحدث إن أتى القطار ؟
سيصعدان القطار ثم يختاران كرسيين غير قريبن
و ينتظران الوصول .
ثم ماذا سيحدث بعدها ؟
لن يحدث شيء ،
سينزل كل واحد منهما في محطته التي اختارتها له الحياة .
ماذا سيحدث إن نزلا في محطة واحدة ؟٢
لن يحدث أي شيء
ستمشي المرأة بسرعة و ربما تشعل سيجارة
و سيشعل الرجل سيجارته و يمشي ببطء ،
كل منهما سيذهب لمكان .
في النهاية ماذا سيحدث ؟
لن يحدث شيء يا صديقي
ربما يلتقيان مرة أخرى في محطة أخرى .
.... .... .....
زكريا شيخ أحمد

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى