سناء الحافي - عاشِقٌ في عشرة أيّام ...!

إليك .. سأكتب رسالتي الأخيرة ، و أنا في كامل وعيي و سذاجة أفكاري ..
سأُدوّن تفاصيل ما حدث و ما لم يحدث بيننا.. بتجرّد !
سأتجرّد أيضا من أنانيتي و أعترف بأنك النصف الذي لم يكمِّلني بعد..
سأعترف أنّي ما زلت ناقصة بدونك .. مكتملة بالفقد..
و بأن علاقتنا لم تكن محض صدفة .. لكنّها دعوة جاءت بظهر الغيب..
سأخبرهم عن لقائنا الأول ، و عن الشغف الأول، عن القبلة الأولى .. عن الأمل القابع في دمي و رعشة الجنون تحت جِلدي، و أنت تتآكل في داخلك كدودة قزّ ، لتنسج شهامة الرجولة بداخلك و تتحوّل إلى عاشق في عشرة أيام ...
التقينا .. كطفلين حالمين..، و افترقنا مثقلين بالهمّ و الغمّ و ركام السنين ... كالعجائز..!
التقينا.. و أفكارنا " محض طموح " ، ثم افترقنا و أفواهنا مكممة بالأسرار و المخاوف..!
التقينا ... و غرامنا الطويل انطفأ بانطفائنا..
ثمّ ألقى بنا في غياهب الجب..دونما حسرة!
و اذا سألوني عنك ، أتردد للمرة الألف : بما عساي أن أجيب؟!
هل أستاف غُبار الفقد وحدي..!؟
هل أخبرهم أنك رحلت..!؟
أم ما زال هناك متّسع للبدايات بعيداً عنك ، و أعترف أن لا حب صالح للبقاء ..!؟
لكن حينما التقينا أيقنتُ أننا حتما " مفترقان " ..!
لتشابه الفكر... لتآمر الصُّدف .. و تآلف الشعور..
لفرط الحبّ المرتدُّ في نفوسنا..
لفرط الشوق الذي يجرفنا و لا مصبّ له..
لفرط قراراتنا البليدة ..
كما لفرط خساراتنا و انتصاراتنا ...
حقّاً .. إنّا لمنقلبون ..!
أتذكّر .. كم كُنتَ ساذجاً في التفاصيل و الأخذ بالأسباب ..
كلّ شيء من حولنا ... كان مهيّأ للوجع ...و أنت في غيبوبتك القصوى تتجرّع كأس الإشتهاء!
لعنةٌ هو الحب ...!
جريمة كُبرى.. هزيمة أخرى ...حين تهتمّ و لا تخون ..!
حين تتناسل فينا الأحلام ثمّ تحطّ لتشرب من الواقع كغزالة تائهة في غاب الحزن ..!
أبداً لم تكُن خلافاتنا مبرّراً قويا للفراق..
أبداً لم تكن مُسالماً.. مُكابراً... مُخلِصاً..
أبداً لم تمنعني من السكنى في بيت الأموات ..
أَدَرْتَ ظهركَ.. و رحلت.. غير مبالياً بتفاصيل الرجوع..
ثمّة معجزة إلـهية .. في هذا الفراق !
و إلى أن أُحِسّ أنّكَ بعضي.. و بعض ظنوني..!
إلى أن تغيب أحزاني...
سأخبرهم ..من بعض ما صنعت يداك .. أنّك - وحدك - الجنّ العاشق الذي يسكن قصائدي..

سناء الحافي

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى