أحمد سلامة الرشيدي - الكثير من الأشياء التي لم أرها بعد

الكثير من الأشياء التي لم أرها بعد
و الكثير الكثير الذي لن أراه أبدا
و لن أعرف طعمه على طرف لساني
تسعة وعشرون عاما
كثيرة جدا بالنسبة لأرنب
قليلة جدا بالنسبة لديكتاتور
جيدة بالنسبة لي
كي لا تبدو الحياة الآن مخيفةً إلى هذه الدرجة
ولا الموت أيضا
لا أريد طفلا يُمَّه
أبنائي سيموتون في ظهري
و في الأرحام الغريبة
تقتلهم موانع الحمل
أفضل من جنازير الدبابات في الشوارع.
الخصية المحتقنة
خيرٌ من الزنزانة الضيقة.
سأكون الفرع المائل في شجرتنا
لن أمرر هذي النظرة التائهة
ولا الرأس المعطوب
واحتي الهادئة
التي تبدو كشقٍ بين ثديي امرأة
كانت قاع بحرٍ في زمنٍ بعيد
أيتها الحيتان التي تسير
والأصداف التي تغني
والرصاص الذي يصطاد الرجال كالعصافير
أينما ذهبتُ و فتحت لي المدن ساقيها
يلاحقني الغرق
هذا أنا يا أبي
أرث ضحكتك
وخفة دمك
ورئتك المهترئة
أرث بيتك
و مزرعتك
و نخيلك و زيتونك الأخضر
وأقطع نسلك من الأرض
الرجال الذين ذهبوا غربا
وحمّلوني وصيَّتهم
قشرتُ جلودهم عن الحجارة
بعد غارةٍ جوية
لطيارٍ مبتديء يجرب شهوة القتل
على مشارف الواحة الوادعة
وكتبتُ بها قصيدة
قبليني الآن ياحبيبتي
قبليني دائما
هذا الفم النّيء يجب أن يكف عن الكلام

يوليو ٢٠١٩

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى