مصطفى الحناني - الأنثى التي تروض فيالق الغيم في صدرها

الأنثى التي تروض فيالق الغيم في صدرها
وتدلل الماء في مقلتيها
لا تعرف طريقا للإرتواء
الأنثى التي تسحب الأنهار من ذيلها
كما
يسحب جزار عجلا من تحت أثداء أمه
كانت تعرف ما الذي تحدثه مدية حادة
برقصات دماء ساخنة لرعشة قتل مريح
الأنثى التي تهتز جذوع النخيل بين أصابعها
نبت الجماخ في جوفها
وسعف كثير بشكل سريع في حوض سرتها
الأنثى التي لقّحت عراجين قلبي بماء نهديها
لتثمر عراجين نخيل حقولي
وتتساقط من فيها الرطب عليه
اتخذت من شفاهي سرير غفوة نائمة
ونامت هي على البلاط
الأنثى التي رجّت سائل وجودي بقوة
غيرت مجرى التأريخ في كراسة الولادات
ونجت بأعجوبة من سهام حب قاتلة
السهام المصوبة
صوب فنجان لذة مكسورة الحنايا
لذة عجيبة مكسوة بثمالة أبدية
فمن الذي حرك التاريخ أيتها الآلة؟
و من شكل تاريخ الآلة أيها التاريخ؟
الأنثى التي داعبت فراشاتها سنابلي
لم تك ،
إنسية ،
ولا جنية ،
ولا حتى ،
حنطية ..،
كانت
إلهة نغم أبدية
في معاني حكمة باطنية
الأنثى التي عشقتني
عانقتها ،
فتساقطت فيّ أوراقها كوحي
كمزن مكثف يجر قافلة في أرض بوار
فمن أين تشرق الشمس ؟
ويحترق الغسق أيها الغروب؟
الأنثى التي عشقت
أضافت لقلبي نوتة جديدة
وصيّرت صدري خازنة أوتار
وكنتير حديدة غليظة
فمن سيعزف اللحن أيها القضيب؟
الانثى التي أدخلت الشك
في ثقوب مسلمات اليقين
كانت أنثى من خيال الحقيقة
وحقيقة من خيال أغنية
الأغنية التي خرجت من لوحة فنان مجهول
تحولت بندقية في يد قناص محترف
القناص الذي اغتال كل رؤوس السنابل الناضجة
وحدها الأنثى التي عشقتني
ارتوت حياض قلبها بدمائها المغدورة
ونامت عيناها بين كفي وساعدي مكلومة

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى