المصطفى المحبوب - القصيدة التي بحثت عنها مرارا..

القصيدة
التي بحثت عنها مرارا..
هاهي تناديني
بجوار مختبري
الذي بنيته بأشياء بسيطة
وبصدق لم يكلفني كثيرا..

أخبرت
كل الشركات التي
رحبت بمشروعي
بحثت لها عن حزمة زهور
ومتبرعين بتجارب فاخرة ..
وفكرت في الرجال
الذين أغرقوا مركب أبي الجميل
حينما كان منشغلا
بتوزيع الحب على نساء الحي..

الأسوأ
أني ذهلت لما عرفت
أنهم مازالوا يبحثون
عن بصماتي ..
وعن حيل
لوضع السم في راتبي الشهري
الذي مازلت أتبرع منه لأطفال
الحي الذين ساعدوا
أبي لقضاء بعض الأغراض..

أعرف أن أعدائي
ورثوا مزابل كبيرة
يستوي فيها الحب والكره..
ومكاتب بحجم رؤوسهم ترتجف
كلما كتب فوقها قصائد حب ..
لكنهم أخطأوا
حين توهموا
أني سأضطر لبيع حصتي ..
أخطأوا
حينما حاولوا إغراء قصيدتي
حينما حاولوا
إقناعها ببيع خاتمها
وأول فستان اشتريته لها
بل أرغموها على البحث
عن أسواق تعرض
فيها مفاتنها الجميلة..

في البداية
كانت أفكاري سيئة
لكني أعترف أنني كنت مضطرا
لتركها في أول منعطف ..
لم أقلق بشأنها
لأن علاقاتي كثيرة
وأحبتي احترفوا زرع الورود
وخيالي يعشق الليل
والماء البارد
والصباح الباكر..

كنت متأكدا
أني سأنجح
في اقناع قصيدتي
بتقديم تنازلات مرة أخرى
ببيع أدوات زينتها..
بإعداد طعام جميل للغرباء..
بشراء نخب رأس السنة..
بمساعدة الذين نسوا
أنهم يدفنون
فقط بذورا تحت الأرض ..

في نظري
سأمنحهم فرصا أخرى
قبل أن أطفئ سيجارتي
قبل أن يرتشف
أخي كأس ليلة أخرى ..
وقبل أن أفكر
في منح وصية أمي
إجازة طويلة تساعدها على
حياكة فراش
يناسب قصيدتي الوحيدة..

المصطفى المحبوب
المغرب

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى