جعفر الديري - بلقيس فخرو: الفن العربي جزء لا يتجزأ من الفن العالمي.. فن تشكيلي

كتب - جعفر الديري

قالت التشكيلية البحرينية بلقيس فخرو ان الفن العربي جزء لا يتجزأ من الفن العالمي في جميع المواضيع التي يطرحها كالعولمة والعنصرية، مستدلة على ذلك بتجربتها الخاصة في زياراتها للمعارض العالمية.

العولمة والتشكيك

وأضافت فخرو في ورقتها -خلال الندوة التي أقامها مركز البحرين الدولي للمعارض ضمن ملتقى البحرين أصيلة للثقافة والفنون تحت عنوان "أية خصوصية للفن العربي في العالم المعاصر": من واقع مشاهداتي وزيارتي للمعارض الكبيرة مثل معرض "ديكمونت" "فينيسيا" ومعارض بعض المدن الأميركية وتحسسي لبعض الأفكار والنقاشات الجديدة التي تثريها هذه المعارض عبر وسائل غير تقليدية، وجدت أن أهم المواضيع التي تتناولها هذه المعارض هو العولمة والتشكيك في الواقع واحالته الى أعمال فنية، والملاحظة الثانية التي استشفيتها من هذه المعرض هو أنها تمثل تطور الفن التشكيلي، اذ لم تعد تعتمد على أدوات الفن التقليدية بل أضافت اليها السينما وأفلام الفيديو، وهي بهذه الصدد تعكس جدلية العلاقة بين الفن والواقع، بل توثق للواقع المعاصر.

الثقافة البصرية

وتابعت فخرو: إذا ألقينا نظرة جديدة على هذا الواقع فهناك فرق بين الواقع والتصور، فالعمل الفني لا يقتصر على الواقع بل يتعداه الى الثقافة البصرية، وهو يشمل وجوها كثيرة من الاعلام المرئي تستطيع أن تكون تحت تأثير التطور والتعقيدات الكبيرة مجالا قائما بذاته، ذلك ان المعارض التشكيلية الجديدة يغلب عليها تجسيد التصور البصري، والطابع العالمي يقدم فنانين من شتى أنحاء العالم، والظاهرة التي تنتشر فيها هي في طرح أسئلة عن التغيرات التي تطرأ على الفن تحت تأثير العولمة وهل يمكن مقارنة الفن بما كان عليه في السابق، ومن هنا يأتي الاعتراف بالفن المعاصر من خلال تراثه وتقاليده. فالتجارب الفنية الحديثة تركز على الصورة الفوتوغرافية العائمة أو التعامل معها بطريقة جديدة في التناول، والحداثة تقوم بعملية التقارب الانساني من خلال القلق اليومي.

نماذج

وعرضت لبعض الأعمال بقولها: سأستعرض هنا بعض الأعمال الفنية للأسترالية بتريشا في أعمال كأنها كتلة واحدة، اذ تصور في احداها جهازا يصنع مخلوقات عجيبة قد تصل بها الى حد الاشمئزاز، وهناك لوحة أخرى لها لتمثال فتاة صغيرة تلعب مع مخلوق بشري، الأمر الذي يوحي الينا أن هذه المخلوقات ستحل محل الحيوانات الأليفة، وسأتعرض هنا لأحد الفنانين العرب المهتمين بالثقافة البصرية وهو البحريني أنس الشيخ الذي قدم معرضه الشخصي في مهرجان الفنون بقطر تحت عنوان (تشويش) وكان عملا متميزا ذو أربعة وجوه، وأنا كمشاهدة لهذا العمل أشعر أني في مواجهة مع السلطة الدينية ضد الحياة الدنيوية. وهو عمل فني مركب يفسره الفرد منا حسب خلفيته الثقافية ، ولكن مالا شك فيه أن لأنس الشيخ عالمه الخاص به وهي خصوصية تضاف الى التجارب البشرية ولكنني اخترت الفنانة الأستراية لما تثيره أعمالها من فزع، وأخترت أنس الشيخ لأنه يمسك العصا من طرفها، وقد كانت للناقدة العالمية فاطمة اسماعيل شهادة بحقه اذ أبدت اعجابها الشديد بأعماله مقارنة بينها وبين الأعمال الفنية العالمية.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى