زكية الضيفاوي - فصول في الحب والموت

الفصل 1
حيمنا رسم أول قبله ، ترك على لجسد الشهي بقعا من الحمرة الشفافة ألمثيرة للقرف ربما من فرط الشوق إليها أو من شدة الظمأ يضنيه كانت القبل حارة جدا حتى بدت آثارها كأنها محاولات منه لامتصاص دمها النادر.
ومن يومها وهو يستعذب امتصاص دم من احب ، ويريق دم من فكر في حبها غيره ...
وكنت أحبها خلسة وارسم لثماتي على البقع الحمراء بلسما يعالجها حتى لا يخسر الجسد رونقه كأني بشفتيّ تبث الدم في مسامها ، تعوض لها ما خسرته حتى تستطيع الحياة .
الفصل 2
حينما خط أسمه بالحناء وشما على صدرها بدت الحروف جروحا حمراء قانية كأنها آثار تعذيب ، انها محاولاته المتكررة لامتصاص الروح منها دما.
ومن يومها وحروف العشق بينهما تترنح تجذب الحياة منها إليه فيطغى ويتجبر ...
وكانت حروف اسمها في قلبي نبشا يستبيح مني الحياة في سبيل حياتها .
الفصل 3
ليلة عرسها اتحدنا بها ، كل بطريقته ، فلعق حبر بكارتها المتوهج وأفرغت فيها كل دمي كي لا يغتر بفحولته أما رقة أنوثتها .
ومن يومها وهي تدر عليه الحب والمال والجاه وهو يملأ قلبه وجيوبه وحساباته البنكية دون هوادة ..
وكنت اجود لها بالنفس والحب النفيس دون حساب
الفصل 4
بعد الزواج اقتربنا منها أكثر ، عشقناها أكثر ،لكن كل حسب فهمه للعشق ،أرادها منبعا يغرف منه كما يشاء ولا ينضب حتى لم يعد يستطع اطفاء ظمئه إلا مما تبثه فيه من ماء الحياة ..
وأحببتها حد تقديم الروح مني إليها طوعا حتى لم تعد تستطع أن تقدم له ألا ما أهديها من عرق شبابي المتجدد.
ومن يومها وأنا اطعمها من ثمار الروح ما يساعدها على الصمود امام تصاعد رغباته الشبقيّة ألمفرطة وهو ينهل منها ولا يعرف للإكتفاء طريقا .
الفصل 5
عندما طلب منها تجديد عذريتها بعد كل نكاح كي لا يفقد فحولته ، سلمتها كل بكرات إناثي فدية تجدد بها خصوبتها فتنجب له البنين والبنات خدما يسهرون على تلبية رغباته اللا متناهية ...
ومن يومها وأجساد اجيالي تنزف الدماء والعرق بحارا كي لا يفتتن بغيرها ويخونها ، لكنه كان يفعل ذلك مع أفواج الغزاة السائحات ...
وكنت أشغلها بصمت حبي كي لا يجرح كبرياؤها يوما إذ تتفطن .
الفصل 6
في لحظات اللهو كان يكتب اسمها على لفافة سجائره فينتشي بإحراقها ، وكنت انقش أسمها على جسدي وشما يشعرني رغم الالم بدفء حضنها الرحب فأنام ملء جفوني ويسهر الليل يغفو على وهج احتراقها ليصحو مرتجفا يحتمي بالغزاة من وهج أحلامي يستبيحهم جسدها وينتهكونه فتعالجها نسمات انفاسي القادمة مع الفجر شدوا يهتف باسمها .
ومن يومها وهو يسهر الليالي تلو الليالي يلتهم السجائر دون توقف ...
وكنت احتضن رملها وأنام ملء جفوني فتستكين لي وتلين .
الفصل 7
في فصول الحر كان يغتسل بثلج لعابها وكنت اجمع لها الدمع والعرق ندى تروي تربتها كي لا تجف ..
ومن يومها وانأ ارعاها تينع وتجدد اوراقها كل خريف وأراقبه يذبل شيئا فشيئا ويهزل .
الفصل 8
في فصول البرد كان يلتحف بخصلات شعرها فروا يبحث فيها عن الدفء والحيوية فلا يستطع إليهما سبيلا ، وكنت افتح لها الصدر ثغرات منها تعبر نحو فضاء القلب وله تركن فلا تستفيق إلا في حلل الربيع تختال ...
ومن يومها وهو الشقي فيما اهدته من رفاهية ، وأنا انعم في حبها رغم الجراح هنيئا
الفصل 9
عندما تفطنت لخياناته المتكررة اشاحت عنه الوجه فالتف حولها شعبي يغمرها حنانا كي لا تفقد كبرياءها المتوهج ....
ومن يومها وهي توزع حبها بين أبنائنا عدلا ، وهو يحاول زرع الفتنة فينا دون جدوى
الفصل 10
حينما جن جنونه لم يجد سوى العنف بديلا فالتجأ إلى رصاص الغدر ،وتهيأ شبابي لحمايتها بالروح والدم والحياة ...
ومع سقوط أول الشهداء زلزلت الارض زلزالها تحت أقدام أنانية حبه فتدحرج جثة تقذفه الهوة نحو الاخرى حتى استقر عند قدميها مستسلما ...
ومن يومها وتلك هي ارضي ، عاشقها قاتل أو مقتول ، لكنها الأدرى دوما بالعشق ،خالصه من المدنس فيه، وإن خدعت دهرا فلا بد لها في النهاية من استفاقة حتمية

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى