آدم إبراهيم - مشهدان.. ونسيم!

(١)
صبيّتان تتأخرّان عن موعدِ جرس المدرسة في طريقهما تتوقفان برهةً من الحُسن ؛ لتتذوقا طعمِ وجبةٍ عدّتها عروس متوترة التجربة. لتُدليانِ لها برأي : إذ ما كانت هي جديرة فعلاً ، في إجادة الطبخ..


(٢)
راعي يجلس تحت شجرة العرديب الظليلة. في هدوءٍ ووقار الذاكرة. يؤلِّف قصيدة ، ريثما تأكل أغنامه ، سيقرؤها لحبيبتهِ على طاولة العشاء ، عند العودة أناء الغروب..


في الصباح ، قُبيل صياح ديك جدّتي. تمرُّ نسمة رياح من جهةِ الشروق ، تقريباً.. لم أستطع تحديد عبيرُها. لكنها ؛ لها تأثير ساحر ، تتركني جالسًا القرفصاء بمنتصف السرير ، مُطوِّلاً ، في تأمُّل عبق جاذبيَّتها الأخّاذة ، بكامل تركيزي وذهولِ المتعة غير الموصوفة تلك. الستائر تتمايل يمين ويسار ، برِقّة. والنافذة بعنفُوانِ ثبات مساميرها ، تكرر ضرباتها المتوالية في إنخفاض على الجِدار .. ورائها ، تترك كلَّ أثاث غُرفتي ، في توترٍ و دهشةٍ فوضويّة ، بينما أُحاول أن إلتقط بعض شظى حيرتي ، إستحضرُ نفسي ، وتقويم ذائقتي ، لنص..!

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى