مصطفى الشليح - هل الشِّعرُ حزنٌ قد تجاذبه حزنُ

هل الشِّعرُ
حزنٌ قد تجاذبه حزنُ
كأنَّ به شأنا غريبا، ولا شأنُ ؟
أرى شعراءً
في المراثي إقامةً
تدانوا كأنْ كلٌّ تأبدَه ركنُ
تجهَّمَ وقتُ الشعر
حتى نفاذه
فلم يكتملْ إلا وآخرُه دفنُ
تلثَّمَ بالدنيا
وإذ أسفرتْ به
لتنأى هباءً
ما تلثَّمَ إذ يدنو
وأعجبُ ما الأكوانُ
دمعٌ بمقلةٍ
فكيف حروفُ الشعر
من دمعها كونُ ؟
أترنو فلا ترنو
كأن غشاوةً
تحطُّ على إنسانِها
حيثما ترنو ؟
فلمْ عجبٌ
لا شيءَ إلا وكهفه
إلى الكهف
محمولا تداوله الجونُ ؟
أرى الحزنَ يمشي،
وهو شيخٌ إلى الصبا،
توكأ، منذورا، على ظله متنُ
فقلت: كتابي، الآن،
سيرةُ غيمةٍ
تأملها شعرٌ فأولها دجنُ
وقلتُ: سأملي
ما أقولُ على الصَّدَى
لعلَّ الصَّدَى يفترُّ خمرا، ولا دنُ
وقلتُ: بكى.
دمعُ الصَّدَى شعراؤه
بكى صاحبي،
قال: لوْ ذَلِكَ الحزنُ ..


مصطفى الشليح

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى