عنفوان فؤاد - جولة في شرايين القصيدة _

إهداء إلى محمد عيد إبراهيم

لابدّ من مستمعٍ
جيد للصمت

الحياة
خابية عسل وألم
استعد إذن لقرصات الزمن
كي تتعرف على نكهة الأمل.

أن أكون مندهشة
أن أصبح طفلة
تغمض عينها
لتتأكد من سلامة كلّ شيء

الأحبة يعرفون جيداً
أننا نخفيهم عنا
يعرفون جيداً
أننا ندسهم
في جيب الأمنية.

أن نكسر حصالة الأنا
أن نجرّب العيشَ
لمرة واحدة -على الأقل-
تحت رحمة وِحدة قاتلة.

يمشي القلبُ
بعكّازة الشاعر
يهش
عن قطيع ضحكات
تركض
تركض
في حقل
أبيض.

الكلّ غريب في مرايا الآن.
وحدها المرايا تعرف سر الغريب.

يخدَعنا الفرح
ككل مرة
فكم حوّل اللقاءات
إلى مواعيد مريضة
وكم فتحت النهارات
نوافذها
على غرف منطفئة.

أيّتها الكلمات
لم أنت اليوم مريضة
ترقدين في دفاتر الوجود!

أن نسمع وقع أقدام الملائكة
حول
النائم تحتَ المطرْ
أن نخبز فطائر السؤال
المحلاة بدمع ودعاء
مُقَطَّر.

لكنْ
لا أحد يفتح
قلبه بمشرط الغريب
لأنّ الحبّ
هش
هش
يخشى الانكسار
إن لمسته أصابع من طين.

سينهض الضوء
ويفتح نوافذه
أما الآن
فسنكتفي
بقطف نظرة طويلة
من ظل
شجرة الطمأنينة.

(*) إلى المتقلب على سرير الغياب
كل السلامة لقلبك مولانا الغالي محمد عيد إبراهيم

27 ديسمبر 2019
عنفوان فؤاد / الجزائر

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى