مروى بديدة - أنا و في حالي هذه التي لا يعلمها غير الله.. شعر

أنا و في حالي هذه التي لا يعلمها غير الله
سئمت الأخذ و العطاء
أسهبت في العطايا و لم ألق للأخذ بال
أعطيت حبا خالصا
و أخذت حكيا مغشوشا و بضع كذبات
و مع ذلك قلت لهم :شكرا ياكرام
أعطيت ذراعي و ساعدي و رقبتي
و أخذت الخناجر في أولي و قفاي
و أنا غشيمة في طعم الخناجر
فكيف لي أن أردها..
أعطيت إبتسامات دافئة من الحشا
و أخذت ضحكات صفراء على مضض
أعطيت وقتا كاملا و عمرا لا أعرف أين يمضي
و أخذت منهم ومضات و اوقات فراغ عابرة
أعطيت "زادي و زوادي" و عبأت لهم حفنات يدي
و أخذت الفتات اليابس على أطراف الأصابع
أنا و في حالي هذه التي لا يعلمها غير الله
هيأت نفسي سهلة آمنة حتى عبروني بسلام
و حين فكرت في المشي إليهم حشوا قدمي
حنيت لهم هامتي
كما تحني الجمال أسنمتها للهوادج
و هم حين أردت بلوغهم
كبر فيهم حتى من كان صغيرا و هز كتفيه علي
أنا و في جميع أحوالي التي لا يعلمها غير الله
فضلت المشي على الجلوس
و الصمت على الكلام
و النقصان على الزيادة
و التغاضي على العتاب
فضلت القليل من الراحة على الاوجاع الكثيرة
فتراني لا أقرب و لا أبعد
أبوابي كثيرة و أقفالي محكمة
أستقبل زواري و ألتفت إلى جنبي
خوافة ....هيابة
أخشى الأحبة أكثر من الأعداء
و الأقارب أكثر من الدخلاء
أخشى ...و أخشى
و أسألك اللهم السلامة



مروى بديدة
  • Like
التفاعلات: الشاعر سعد جاسم

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى