عبدالناصر الجوهري - حفْريَّاتٌ قد تدلُّ عليكِ

الحفْريَّاتُ قبالة جدران اللَّهفةِ

من قبضةِ طيْنكِ..

تُرْشدني إلى عينيكِ المُبْحرتينْ

فدعيني أتأمَّل فيكِ علومَ العشْق ؛

لأنِّي أبحرتُ بلا أيِّ شراعٍ

وبدون خرائط إرشاديَّة حتى ضلَّت بوصلتي

ونسيتُ التأسيس لقافية الشَّطْرينْ

فاكتشفيني

جزري لا تبعدُ عنكِ سوى شطَّينْ

فلعلَّ تليسكوبَ فؤادي قام بتعيين نجيماتكِ...

لكنَّ الضوءَ الجامحَ لم يعبرْ كلَّ فراغاتِ الشَّوْقِ

إلى جنْبيّْ

اعتبريني

أحد البحارةِ أغراهُ جحيمكِ

لو أعلنتُ وصولي

ورسوتُ على شاطئكِ الرمليّْ

أقترحُ الآن عليكِ قراءةَ كلِّ خرائط من مرُّوا

عند فصول التَّحنانْ

هذي سُفني لا تخفى الصبو عليكِ،

فلم أتسلقْ مرتفعاتِ جبال الألبِ،

ولم أبحرْ نحو الأمازون،

ولم أخبرْ عُشْبَ بحيرة كوردستانْ

عن سربِ نوارسكِ الرَّيّانةِ لو حطَّتْ فوق غرامي الوسنانْ

لم أخبرْ ملْحَ العِشْقِ،

ولا ألوانَ الصخْر،

ولا ركبَ المارين علىَّ

ولا طاردت عيون ملاحٍ - لو حطَّ القمرُالوضَّاءُ بكوكبنا -

دون استئذانْ

هذي ساعةُ جيبي

تلهمني ميقاتِ مساركِ ،

والبندولُ تقوَّس فيها

من فرط حنيني

بين مجرَّاتِ الجذْبِ الهاربْ

فمـــُذنَّبُ عشقكِ يتبع في الليل

مساري

فكلانا ضاعت منه النظرياتُ،

وصار بلا أيّ تجاربْ

من قال بأن العاصفة استرقتْ مهجتنا

والطقس استبق الآن شغافي

نحو لقاءٍ في متن القاربْ

اكتشفيني

أبعد كوكب عن مجموعتنا الشمسيةِ..

يشبه عينيكِ الحالمتين،

ومعنى فسَّره اللغويون تدثَّر بالأحداقْ

الحفريَّاتُ وجدنا أثرًا لصبابتها

في وجداني المهجور ،

وفي الأعماقْ

فهوالحُبُّ جميلٌ من نافذةِ العشوائياتِ،

ولو مال المطرُ المُتدفِّقُ من كفَّيِّكِ على هاماتِ الأوراقْ

وهو الحُبُّ جميلٌ بين مناجم قلب العشَّاقْ

ما حاربتُ لراية نابليون،

وما حاربتُ لراية هولاكو

خضتُ حروبي لأجلكِ أنتِ ،

فليس على الحُبِّ سبيلْ

لكنِّي نلتُ لأجلكِ رُتْبة فارس في العِشْق،

وتفعيلاتي يغمرها نورُ هُيُامكِ؛

تلهمني أنفاسُ القنديلْ

لا رايةَ لي إلاَّ حُبُّكِ ...

والحفريَّاتُ تدلُّ على سرِّ غموضكِ،

ما كفَّ بريدي ،

وما جفَّ الدَّمْعُ بطيَّاتِ المنديلْ

لا تأويلْ

حين يسير إليكِ قصيدي

مُنتصبَ القامةِ كالنيل.

شعر: عبدالناصر الجوهري - مصر

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى