ماماس أمرير - لا يكف أبدا.. شعر

تَأكّد مِنْ وجعك وأنتَ تَعبرُ الشارع
إحذر وأنت تقرأ الجريدة
وأنتَ تَعدُ قلبكَ بالسّعادة
وأنتَ تَسأل الله عَن مَصير أحلامكْ
عن سَببِ وجودكْ

تَأكّدْ مِن شَكلِ الآخَرينَ أيضا
وهم يَعبُرونَ نحو المَوت
يَبتسمونَ ويَحلمون بِالأوهامِ القادمةْ
تَجَنبهم كثيراً
حَتى لا يَستمرّ الطاعونُ في الإنتِشار

إنّهمْ يطلبونَ المَوتَ في كلّ لَحظَةٍ دونَ أنْ يَشعُروا بِالمَللْ
يَمنحونَ المَوتَ "معاني" مُقدّسةْ
يقضونَ حياتَهم في البُكاءِ
والكراهيةْ
ويُعلّلونَ ذَلكَ بالسعادةِ الأبديةْ

أيّها السادةْ: الحُلمُ المُبهمُ سَخيفٌ دائِما
صَمتُ اللهِ موجِعٌ أيْضا

تَأكدْ منْ شَكلِ الآخرينْ وأنتَ تُلقي أوْجاعكْ
الأرواحُ التي لا تُشبهكْ
قدْ تَتحوّلُ إلى نَباتاتٍ ضارةٍ تفسدُ عَليكَ مُحاولاتك لتفسير
"ما مَعنى الحَياة"
ما معنى أن يَكونَ لكَ دور وسطَ هذا الإنهيارْ
و ما معنى أنْ تُصلح مِن تُربَةِ روحك لِتستوعِبَ كلّ هذا،
أنْ تَدفعها إلى البُكاءِ أو تدفعكَ إلى الإنتحارْ

الأخرونَ كائِناتٍ عاطِفيَةٍ وسَطحِيةٍ لا تَستَطيعُ تَفسيرَ كُلّ ما يَجري،
تَقبّلْ سَخافتَها وأنتَ تُعارضُ حِساباتِ اللهِ المُبْهمَةْ

ضَعْ بِجانبكَ كأسَ نَبيذٍ حَتى تُحرك الإلهَ المُتكلِسَ بِداخلها،
ارْفعِ الكأسَ
عالياً،عالياً، عاليا
حتى تتكسّرَ الأيقوناتِ وعَلاماتُ اليقينِ المنهارةْ
أدعوها إلى العِصيانْ
لا تَتأثرْ لِبكائِها، فهيَ كائِنات هامِشيَةٌ لا تُتْقنُ إلاّ البُكاءَ والخَوفْ
هَشةٌ وَتَستلِمُ لِلمَوِت بِسرعَةْ

تَصوّر نَفسكَ راعي أغْنامٍ..!
تَسيرُ في الفَيافي، تَبحَثُ عَنِ اللهِ في قَصائِدك
كيْ يُفسرَ لك: ما الذي يَجري؟
ويُعيدَ لِلأرواحِ جَدواها

تُغني بأعلى صَوتكِ
وتَكره أنْ يَختَبئَ اللهَ خَلفَ الأنبياء، وَتُصارحُهُ بِذلك...!
تَجذِبهُ مِن طَرفِ الوجَعِ "أن يُكلمَكَ، أنْ يَكُفَّ عنِ الصَمتِ"
لكِنّهُ لا يَكفُّ عنِ الصَمتْ،
لا يَكفُّ أبداً.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى