سلمى الزياني - كالهاربة من نفسها إلى ريح

كمن تهرب من نفسها
تؤخر الأجوبة وصولها
كمن تلجأ إلى ريح
تخرج يد العدم من جديد
يد العدم من غيم الأبجدية
ما لهذه العتمة المتناثرة في أركان اللحظة؟!
أصبحتِ توأماً في الرّجّة يا صديقتي
الريح حزينة،
الأحلام الأليفة باتت خلف الصور الممزقة
الموت وراءكِ بحر
ليس من الملوحة بحيث لا تطيبي
لكنه مرّ ،
مرّ كما لم تشربيه من قبل
الوجع شاسع لا يرتوي
كي يرتاح القلب في عقر قصيده العدمي
أصبحتِ يا صديقتي في الاِتجاه الواضح
نفسه الاِتجاه الذي يخطو بك
إلى محارق المعنى
أو إلى هاوية واضحة المعالم
أو إلى جهة من الكوابيس المرتقبة
يا صديقتي كم تهرب من ريح
الجنة أمامك
الجحيم في عمق القلب
و أنت خامدة،
الأجوبة تشبع فضولك
بينما تكتبين أناشيد العصافير فخاخا
تغلقين الباب في وجه ريح أخرى
تمضي حانقة نحو غموض الأبجدية
السحب أكثر كلاما
الهواء أقل انصاتا
المساء في انتظار ملحّ للشجن
إلى أين، أيتها الهاربة من نفسها إلى ريح؟!
هذه العتمة المتناثرة في أركان اللحظة
النهار أبيضُ،
لكنّه أقل وضوحا
القصيدة لعبة،
لكنّ التخمين بطلها المدلل
يلتحف اليقين،
يوصي باستقطاب العدم إلى حفرة
حيث تُقبر الأجوبة،
يُغلق السقف،
لتفجّ الحياة على مهلٍ.
  • Like
التفاعلات: عبدالعزيز فهمي

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى