عبدالناصر الجوهري - أُفكِّرُ كأنِّي واحدٌ منهمْ

المُسْتقبلُ لو فرضًا استدْعيناه

اسْتحضرناه

لو فرضًا

ما يكتبهُ النَّثريُّون بحُكْم مرور الأيام،

وبحُكْم قضاء الله

صار قديمًا موْروثًا

والأجيالُ تقدِّس فحْواه

و"أدونيس" الطازجُ صار كما "المُتنبِّي"

بعد مرور عقودٍ

مجَّدناه

صرنا في الموروث سواءً بسواءٍ ؛

لا فرْقَ تراه

كيف يُنظِّر كُتَّابُ حداثتهمْ

لو نظروا في واقع مرآةْ ؟

فلنا تمثالٌ حسب التأويل لديهمْ

ولهم تمثالٌ

لكنَّا ما أوَّلناه

ولنا طائرُ للإيقاع خرافيٌّ

ولهمْ طائرُ في النَّبر التَّنغيميِّ خرافيٌّ

ما قاطعناه

ولنا موتى

ولهم موتى قُبروا

ما صادرنا مُنْجزهمْ

أو أبخسْناه

فلنا بين جذور التاريخ تراثٌ

ولهم في قادم ذاك التاريخ تراثٌ

ما كذَّبناه

فغدًا

سيصير لنا في بطْن المطْويَّات تراثان،

ومِنْ قبْلُ يطالبني النُّثَّارُ

بتجديد اللُّغة الأُمِّ ،

ونبْذ التَّقليد المأساةْ

ظنُّوا أنَّ مُعلَّقتي في المُنْتديات عدوٌّ

أو في أسْرِ الموْروثِ،

ولا تصلحُ يومًا لحياةْ

فرضوا صكَّ قطيعتهمْ في أيِّ تراثٍ

وتراثي

مِنْ ضمْن صكوكِ قطيعتهمْ ؛

لو في منْفاه

سيصير لهمْ موروثًا في العصر الآتي

لنْ نُفْلتَ سمَّ خياطٍ لقطيعتهمْ،

ما بعد حداثتهمْ تأباه

هل ستؤجِّل تجديد النَّص لمعناه؟

هل نفرضَ صكًا كمساواه

لقطيعة ما يكتبهُ شُركاءُ الشِّعْرِ العربيِّ،

برغم عَرُوضي،

وكتاباتي - في الأصْل - مُقفَّاه

صرنا الآن لدينا

هويَّةُ موْروثٍ يجْمعنا

لكنَّا ما أنْكرناه

ولدينا تاريخٌ مُشْتركٌ

ليس لدى النَّثريَّاتِ سواه.

شعر: عبدالناصر الجوهري - مصر

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى