عبدالعزيز فهمي. -. أذان السعال

إلى الذين ينطفئون كي تنير شموعنا

سعال في الدروب
ممتد في أثير الأوجاع
يُسقط المطر قطرانا
يَسكنُ ضلوع الرياح
في خبز الجياع
يُدغدغ موسيقى الأطفال
في الحلوى
في اللعب
يشنق تغاريد العصافير المهاجرة
على الحطب
النار أغنية
لهيب الضلوع صلاة..

هذا السعال المترامي في الصدى
نشيج الحقول الجافة
في بلاد من رماد
أوصال الجبال المطأطأة الرأس
في أحلام الوعول
لا تكفيه صلاة الحُمى
في أجسام الرُّضع
لا يكفيه ذبول الرؤيا
في أكف الثكالى
يطلب كل يوم موت الأيام
قربانا
يغرس الجمر
في أحشاء الأنهار

لماذا......؟؟؟
هذا السعال الذي يشبه نباح الكلاب
على ظلال القوافل:
يلقي بنا في شِباك السواد
عناكب فارغة البطن
كماء لا يغسل ماءه
يضحك على الطرقات العرجاء
في لغتنا
في ممرات أرجلنا الباكية
على أحذيتنا المريضة بالمشي
المشي الذي يوصل إلى العدم
في ضربات الفؤوس
التي تحدث في الصدور
الثقوب..

لماذا أيها السعال تلفظنا
على أرصفة صراخنا
دما؟؟؟

أطلالك يا "جرمنال"
لازلت تعيث في ماعوننا فحما!
تسقينا شايا معطرا بنخاع الظلام
بؤساء نحن كالبؤساء
فقراء كالعدس الذي يَنبتُ فيه الدود
لحما
صدقت يا "هيغو"
لا بد من "كوزيط "
وملايين من السواعد الهزيلة
لِنُشعِلَ لهم البدرَ كل ليلة
شمعة في مزهرية الرغبة،
ندفئ أوصالهم
بما يَتَوّلَدُ من اصطكاك أسناننا
جوعا
بردا
رجفة
مرضا
وموتا....

أيها السعال الذي يُسقطنا
اوراقَ خريف في ربيعنا
صارت رئتنا غربالا نملأ به الأمل
صارت صراخا أبكم
أيها السعال
تعبنا......
تعبنا.....
وتستمر سُعالا يسعل
في غدنا
لماذا؟؟؟
عزيز فهمي

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى