جعفر الديري - خيال " طبعة" أخرى.. شعر

نص – جعفر الديري

أنا والذي سوَّآك آخِرَ من بقىْ ..
من صورة الأحياء.
آخر من تبدَّى وشمُه في الرملِ ..
آخر من تذوَّق بهجة الأسماءِ ..
ثمَّ أدآر ظهرا للسحآب وقبلَّ القتلىْ.
قلت لآخر الموتىْ:
تعالَ نعيد رسمَ الأمسِ ..
نقطف ظِلَّه المرميَّ وسط الموجِ ..
نسأل عن "دعيدع" حين فرَّ بنخلةِ الذكرىْ.
قآل: البحر لم يتركْ لجنبيْ شاطئِا أرخِيْ عليه صَدايْ.
لآ تقصصْ عليهم ما رأيتَ بظلمةِ الأسوارْ.
لم تزل القصيدة في ردائي تحتفي بالريحْ.
تغريني بثوب اليتمِ .. توغل بي ..
تناغي في الفضآء سُرادِق الشطآنْ.
لآ تحكي لهم عن إصبِعي المبتورْ.
كآن الفأس يعرف ما سرقنا من لحوم الساقطين من المجرَّة ..
من سقوف الليلْ.
دعْ موتِيْ يحدِّثهمْ عن البيت المجنَّحِ آخر الميناءْ.
أعرفُ ما يقول الساهرونَ ..
وأدرك المَعنى المُزمِّلِ راحتيَّ بلدغة الأفعىْ.
لآ تملِيْ عليهم أننيْ أسرجتُ أنفاسيْ ..
وأصلآب الرجال تجفُّ مثل شقآئقِ النعمانْ.
قلت لآخرِ الموتى:
تعآلَ فلم تزلْ في القِعر أصداف الحكايا ..
شاخصات.
قآل البحر يُمنى بالهزيمة مرَّةْ وأنا ..
سأمنى بالرحيلِ على اختلافِ مواسم الرطب المعلَّقِ ..
داخل الأبوابْ.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى