المصطفى المحبوب - الشعراء.. شعر

الشعراء
لا يتأسفون
لا يفكرون
في أعمار إضافية
لا يصاحبون الكتابات التي
تركض خلف
عربات تجرها خيول..
بل يعلقون أجسادهم
بكيلومترات من الحبال
المشدودة إلى أراضيهم التي
تلد العبارات المؤثرة..
إنهم يتفننون
في خلق الفوضى
ومعانقة خزانات الغواية
دون طمع في رطوبة
هذه الغيوم الماطرة..
يرتشفون النبيذ الرخيص
دون أن يلهثوا
وراء مؤخرات صانعيه
ودون أن يهينوا قصائدهم
المنتشية بمجازات
لم تمتهن الدعارة ولا مرة
ولم تعرض مفاتنها في
سوق النذالة...

الشعراء
يحبون الصخب والنوم
تحت طاولات الحانات
وصناديق بائعي الفواكه
وعربات بائعي الملابس المستعملة..
ليس بمقدورهم
الاستحمام يوميا..
إنه مضيعة للوقت
وفحص مخيف لأجسام
تحاول معانقة فراشات الشعر ...

الشعراء
لا يفصلون نور الكهرباء
ولا يتركون الليل في الخلاء
يشترون له أغطية دافئة ..
ولا يخبرون النهارات عن
فوضى وحب الليلة الماضية
أو عن الإكتئاب
الذي لم يتصرف بأدب..

الشعراء
لا يصدرون قرارت
تمنع المحبين من الإقتراب
من شاعر يقود دراجة ..
لا يقطعون الطريق
على عشاق يختلسون النظر
إلى نجوم انشغلت بالمباني
الواقعة قرب الشاطئ..
ما كان يجدر بي
أن أترك كل هذه التفاهات
تعيش بالقرب من بيوت الشعراء
أن أتركها تعانقهم ليلا...
ما كان يسرني
أن تمتلئ غرفهم بنثانة
الكلمات المستوردة او
بروائح السجائر و الهدايا المسروقة..
كنت أستمع إليهم
حينما حدثوني
عن بضاعة يرق لها برد الليل ..
عن دواوين إحتالت
على اصحابها ..
عن أصدقاء باعوا بيوتهم
من أجل مواعدة قصيدة..
عن شعراء مع الأسف
ما زالوا يركضون خلف التفاهة...

المصطفى المحبوب
المغرب..
  • Like
التفاعلات: حنان العادلي

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى