خيرة بورزيق - جميلة في ليلة السفر .. ( من سلسلة غربة الأحبة) ج1

نظرت إلى عينيها الجميلتين، كبيرتان براقتان، لا تعبران سوى عن الحب والحنان. ابتسامتها لا تزول، لا خبث فيها ولا تصنع .. ابتسامة تكفيك لأن تبقى فرحا طوال اليوم.
حضنتها .. قبلتها بابتسامة مرتجفة لم يعهدها ثغري.. وراح قلبي يلذغني كأنه ينوي التوقف في أقرب لحظة.
ورغم هذا واصلت احتضانها والتبسم في وجهها وملاعبتها، احتراما لطفولتها التي لا تستحق المعاناة ..
لا تستحق أن أشكي لها مدى ألمي لابتعادها عني، رغم أنها لا تفهم كل ما يدور حولها.
تستحق أن أعبر لها عن حبي العميق، حب لا يشوبه عيب، لا لوم فيه ولا خلاف ولا غضب.
حب يغذي العاطفة كلما جفت، ويزكيها ببعض من البراءة.
وراحت أعماقي تصرخ في صمت ... كم أحبك يا صغيرتي التي لم ألدها.
أتذكر مولدها وصراخها.. ومتى أصبحت تدقق النظر وتضحك وتتعلم الجلوس وتلعب .. ولما كانت تمرض وأقلق بشدة .. وكيف أصبحت تحرك أصابعها الطرية، وتداعب خصائل شعري ..
أحببتك يا صغيرتي قبل الميلاد .. مذ عرفت أن الله نفخ بذرتك في رحم أختي .. وراح حبي ينمو معك حتى فاقك.
لن تتذكريني.. لكني سأبقى إلى جانبك طول العمر، بفكري وقلبي ودعواتي.
فمهما طالت المسافات، لن تتأخر أخبارك عني .. سأتتبعك أينما كنت.
فيا جميلتي؛ إن كان هذا حجم حب الخالة، فكيف يا ترى هو حب والدتك !!
كيف يبدو حب الأم؟ !!..
مؤكد أنه .. شعور ممتع مرعب..

بقلم:
أ. بورزيق خيرة
2009/08/12

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى