محمد خير الدين - أرحل مع ما تبقى لي من أناي.. شعر - ترجمة: مبارك وساط

الزّاحِفُ صوب سُرَّتي التي من سيولٍ بَاهتةِ الحُمرة
والذي يضرب أعناقَ ياقاتي المنبهرة بالبروق
ساطورٌ كان يحدث أن يضحك
هذه السَّماء الخالية من الملائكة استعادتْ كُلَّ أظافرها
لكنَّ كُتْلَةَ القنّبِ الخفيَّة تَدورُ بِشَكل سيّئ
في الأساس نفسِه من حائط الأهوال
الزّاحفِ صوب سُرّتي التي من سيول بَاهتةِ الحمرة
-
قَطِّعوا إذن أجسامَ عصافيري الوحيدة
أتحدّثُ عن عينٍ تُسكب في كلّ غْرامٍ من العنبر المُرّ
يُدخَّن يُبصَقُ على هذا المُلْصَق الدّعائي لكوكب
يَهوي فيه صوتي القزمُ الأسود
شبيهُ صوتِ العَلَقة
قطِّعوا إذن أجسام عصافيري الوحيدة
-
ها التّهديدُ دونما فاصلة قد جُهر به
من طرف مساميرَ معلومةٍ لديَّ انقلبتْ صقورا
شاءت الصّدفة أن تقبعَ هاهنا طريقٌ
وأعناقُ أطفال تبجَّحَ بهم العضوُ الجِنسيّ
المُضخّمُ بالشّيلم والنّومِ
وها التّهديدُ دونما فاصلة قد جُهر به
-
حين تنغرز أظافرُهُ في اللحم الأزرق للحُسام
يجأرون دوما بماذا ويبكون مَنْ
مخدوع أنا بالصّمت وهذي ليلةٌ سَكْرَى بلا رَحِم
خلالها تَطيرُ الحشرةُ عقيلتي
أقربَ من أيّ قارِبٍ يستطيع البحر أنْ يتذكَّره
حين تنغرز أظافرُهُ في اللحم الأزرق للحُسام
-
وَثائقُ كلّ النّيازكِ النُّحاسِيّة ذاتِ الهلوسات
ومسألةُ المستعمرات الفينيقيّة هاته
تجتاحني في كامل شُسُوعي
تكتسحُ ظلّيَ الذي من نبيذ أحمر
بالصّرخةِ الأنثى لصيّاد الطّيور
لكنْ ما دامتِ الشّمسُ حبّةَ فاكهةٍ تالفة لها ظلٌّ شهير
فهذا الظّلّ وخيطُه يتسلّلان إلى جِلْدي
وثائقَ لكلّ النّيازِكِ النّحاسِيّةِ ذاتِ الهلوسات
-
وأرحل بما تبقَّى لي من أناي الذي صرخوا في وجهه
أرحلُ ملتصقا بالرّصيف
رفقةَ تحدِّيَ ذي ألقِ الرّملِ أشرب
تحت الشَّجرة الكثيفةِ الأوراقِ حيثُ ثعابيني الزوابعُ
تَكسرُ النَّايات
أرقص منبهرا على شوكةِ بؤبؤيك الخرقاء
وأرحلُ بِما تبقَّى لي من أناي الذي صرخوا في وجهه
-
أُرْغِي بقصائد منعتْها الرّقابة وبمشروبِ أبْسَنْتٍ
لم ينقشع أثرُه أبسنتِ رُكَبٍ مائلةٍ في تحليقها
أُوَجِّهُ شتائمي للرّخوية القابعة في هذه القوقعة
البيضاءِ حيثُ ثبَّتَتِ العادةُ قضبانَها
التي تسمّيني الأسدَ المنبجس كالسّائل
الأسدَ ذا السّترةِ غير المألوفة
سترةِ جساراتٍ يعرفها
المستنقع ذو المكانة العليا
أُرْغي بقصائدَ منعتها الرقابة وبمشروبِ أبسنتٍ
-
الآن أرمي إليكم بِرِئتيّ الطّيّارتين الورقيّتين
بالدّقّة التي تُطَرّي فضائي وأقول
الرّبيعُ لا يوجد لقد انكسرت فَقَارُ ظَهْره
إذْ تعرّضَ لهبّة ريح صوتُها غيرُ مُمَيَّزٍ
( كما النّخلة-السِّجن
التي تكتبكَ أنتَ نفسَك وتُدهِشك )
الآن أرمي إليكم بِرِئتيّ الطّيّارتين الورقيّتين



------------------------------------------------------------------
تفاجأت اليوم بقراءة ترجمتي هاته لقصيدة محمد خير الدين على الصفحة الثقافية لإحدى
الجرائد المغربية، وحبذا لو حرص المحرر الثقافي للصحيفة المشار إليها على استئذان
أصحاب النصوص أو مترجميها قبل نشر نصوصهم...
وبالمناسبة أُعدتُ نشرها أعلاه.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى