سلمى الزياني - صراع..

أدرك
آخر الطريق إلى الحقيقة
ترقب الأفق بصمت
إلى نهاية الضياء
أستيقظ من نومي العميق
أنحبس لأجدني بغموض في قصيدة
أو في تنهيدة يوقعها الوجع أسفل،
أسفل حيث يرتعد المدى،
أسفل حيث يرتفع الصمت،
أسفل حيث الحقيقة تقيم في وضوح
أشد من رهافة الضياء

أدرك جيدا ما أريد
في الأرض التي في الخارج
أمان شامل
ليس في الخارج أدغال،
فقط سلام وعدل
يضبط قولي أي شيء
قلة الصمت تنشط الشك
لا تصدقي دائما ما يجود به الماء،
رزانة أن تمسّدي قدميك
لتليّني حجر الحياة،
اعتدلي في تحقير الفكرة
آخر التعقل جواب مقنع

أدرك ما أريد
أنشرح قرب خفافيش الظلام
أعرض عن تأمل العالم
مثل دودة ابتدأت في التوالد
بدون تزاوج
هكذا أدير ظهري للعدم
هكذا يظهر قناعي المنجلي بالنصر
من هنا تتعثر الخطى بالحفر اللاّمرئية،
لا شط
من هنا إلى الحفرة الأخرى
الحفرة التي تبقيك في عتمة أشد
أدرك كيف تُستلّ
كل هذه الأشياء من القصيدة
القول دليل آخر على الضعف
أشكّ!
القصيدة لعبة الجسد،
والجسد عاجز عن فهم هذا التماهي
أدرك جيدا ما أريد
الكتابة تقيم متلكّئة على السطور
التي رسمتها مع العدم،
أنا المرأة المتفرغة للوجود
لماذا إذا استسلمت للعتمة
واتحدت مع الضوء الهزيل؟
لم إذا اكتفيت بنصف الحقيقة
ومضيت فكرة قابلة للتلاشي؟

أدرك ما أريد
مللا سأشفى من أسقام الحياة
سأرتاح بما يكفي
بما يبقي البسمة على الشفاه
موقنة كأي مهتدية واقعية
كأي منذرة
لكنني سأسربني من نسيج اللغة،
كي تدرك الحروف أنني رحلت
أن الوجود حكاية ستروى،
أنني غادرت إلى الضوء المرهف
سيصطادني الضوء لاشك
أمحض مصادفةأم أمل مردوم في مخيلة؟
أحب النهار وحده يزيح الستار عن عتمتي؟

أدرك جيدا ما أريد
لا أريد ما أدرك.
  • Like
التفاعلات: عبدالعزيز فهمي

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى