زكريا الشيخ أحمد - بابُ النصِّ..

هؤلاء الذين يتقاتلون منذ الأزل ؛
هؤلاء الذين لا يرقص معهم أحد غير ظلهم ؛
هؤلاء الذين لا أحلام لهم ؛
هؤلاء الذين لا يخرجون من بيوتهم إلا لجلب رسائل من صناديقهم البريدية الفارغة ؛
هؤلاء الذين ينتظرون رسائل لا تأتيهم ؛
هؤلاء الذين يذهبون لمركز البريد بغية ارسال الرسائل
و يعودون بحجة أنهم نسوا رسائلهم في مكان ما ؛
هؤلاء الذين ينتظرون في المحطات ؛
هؤلاء الذين يغادرون ؛
هؤلاء الذين يعودون ؛
جارتي الألمانية العجوز التي تؤكد لي كلما رأتني
أنها كانت جميلة جدا قبل ستين عام ؛
هؤلاء الذين يحلمون بالهجرة ؛
هؤلاء الذين يحلمون بالعودة ؛
هؤلاء الذين في المخيمات ؛
هؤلاء اللاجئين ؛
هؤلاء الذين يسرقوننا ليلا و في وضح النهار و لا نعرفهم ؛
هؤلاء الذين يمجدون الطغاة و يدافعون عنهم ظنا منهم
أن الطغاة أوطان ؛
هؤلاء الذين يعتبرون أنفسهم ثوارا و هم أسوأ من أتباع الطغاة ؛
هؤلاء الذين يكفرون غيرهم و يقولون أن الله معهم هم فقط ؛
جارتي الالمانية العجوز التي كلما رأتني تطلب مني سيجارة فأعطيها سيجارتين و أحيانا ثلاث ؛
كل الذين ماتوا ؛
كل الذين سيولدون ؛
كل الذين يعيشون ؛
جارتي الألمانية التي تتنفس بصعوبة بالغة ؛
يتجولون في رأسي ؛
لا احد منهم ينزل ؛
انا الذي يبحث عن باب للخروج من هذا النصِّ .

زكريا الشيخ احمد
١٨ / ١ / ٢٠٢٠

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى