كريمة حسين - سيدة الإيشارب المجهولة..

لا أعرف ما الذي شدني إليها؟ هل بطء خطواتها؟ أم لون “الإيشارب” على رأسها؟
أنا أسيرة الألوان وتداخلاتها، السيدة التي كانت تسير أمامي، فقد وجدت نفسي أستحضر “أمي” رحمة الله عليها، وأتذكر كيف كنا نشترك كل عيد أمٍ في أختيار لون “إيشارب جديد” من محلات ميزران وعباية جديدة لها، حتى أصبح الامر عادة نشترك فيها سنويا.

مع مرور الوقت، اكتشفت أن سر استمرار هذا طيلة حياتها هو “مهرجان الألوان” الذي يطوقنا، زمن ونحن نختار، كان يملأنا بالفرح والبهجة، وكأنني كنت أرد لها وفي نفس الشارع رفقتها لي وأنا صغيرة “لكشك” الكتب والمجلات الذي كان من علامات الشارع، والذي تعرفت من خلاله على أول ملامح الأدب العالمي “أحدب نوتردام”، و”البؤساء” “وقصة مدينتين”، وأنا في مراحل تعثري الأولى بالقراءة.

لم تبخل عليا بوقتها ونحن نترافق بالشارع في عودتنا للبيت بل كانت تقف وتطالع، ربما لهذا السبب وبعد أن كبرت ارتكنت لنفس المكان لاختيار هدية لها، من هناك كأني أقول لها أنني لم أنسى.
كل هذه التداعيات بذاكرتي أيقظتها السيدة المجهولة، وهي تمر من أمامي.

** منقول عن:

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى