غيماتُ الغُرْبةِ ..نبْضُ الوطنِ

مَنْ يَفْرُقُ عنّا موج البحْر؟
فقبْلتُنا الأُولى تتحصَّنُ فيها "خيْبرُ"
قد سبقتْها
كُهَّانُ "مُسيْلمة الكذَّابْ"
لا داعي لخروج الأحزابْ
فكتابي المُتدلِّي من أسْتار "الكعْبةِ "..
مذْ أكلتْهُ الأَرَضَةُ ؛
فالشِّعْرُ استنبط ما في بطن "قُريْش"
مِنْ أنسابْ
فوجدنا عند العودة ألويةُ النصر مُمزَّقةً
فوق سواحل "قُرطبة" المعْشوقة
في إلهام الكُتَّابْ
إبلُ الصَّدقات إذا غضبتْ تُـسْمِعُ فى أكْباد الأمصار..
حُدَاءَ الأعرابْ
اختلف الفُقهاءْ
واختلف الشُّعراءْ
هل قرْطكِ ضاع على ناصية البصَّاصينْ؟
والآن تضيقُ زوايا الواشينْ
والفجوةُ شاسعةٌ عندكِ في متن حضارتهمْ
لكنْ عند حضوري
فغياب بغيابْ
أيُّ الأوصافِ تريدين قراءتها
فوق ضريح هُويَّتنا
قبل نزوح الخَلجَات إلى غورٍ قَحْلٍ،
وسرابْ؟
فالدَّمعُ تحجَّر في عينيك الباردتين ..
إن الليلةَ عُرْس بناتِ العمِّ ،
فراشاتُ حُقول البرسيم اشتقْنَ إليكِ ..
قُبّيلَ موات ضفائرِكِ على بهو الترعةِ..
دون خضابْ
من يَفرُق عنّا البحرَ ...؟
توهب أوْرادُ " نفًّرِي " الحسِّ الصُّوفىِّ..
ولا تُكتسبُ الحضرةُ؛
إلا لو تُخْطفُ فى خلوته الألبابْ
فمواقفه ليستْ ذاتًا فى نثركِ..
تُنْسج من قبل الأضدادْ
كيف اتسعتْ للرؤيةِ سلْخ لغاتى
من أخبركِ..اليوم
بأن " نفّرِى" الحضْرةِ..
شاعرْ؟
أو أنَّ مُؤْلفهُ السلف الشَّرعىّ.. لنثْريتكِ الولهانةِ..
فىْ ثائرْ؟
إنَّ غبارَ القريةِ يألفُ فيك ِ العودةَ ..
للأحبابْ
والصبحُ الراكضُ بجوار المنزل..
يرقبُ سرْبكِ قبل رجوع الصيفْ
في صحبةِ أنَّاتِ قصائدنا الغزليَّةِ ..
أمَّا شمسُ سواقينا المهجورة ..
تشتاق قدومكِ من بين الغابْ
من أخبركِ اليوم
بأن قطيعتنا نصف مسافات العُزلةِ ..
فالرَّقصُ.. على قبر مُعلَّقتى لا يُرضى أتباعكِ..
من غلمان الأعرابْ
فالقرويُّون على أعتاب ممرٍّ لا يصْلحُ
إلا ذاكرةً لتراثى
لا يمْتشقون سيوفَ الرِّدّة ..
والتَّصريعُ الباسقُ منْفيٌّ ،
والنَّفىُ عقابْ
ما كانت .. تُرْهبَ أجسادٌ
تحترف المشيَ على أسلاكِ التفكيكِ ..
ونصُّ براءتها؛
سيفْلتُ منْ سلفيَّة فتْواكِ،
ومصْطلحات الإرهابْ
"فالطَّهطاويُّ " صَعيْدىٌّ سافر من قبل لـــ"باريسَ"
ولم يثأرْ من غُربتهِ،
لم يتبرأْ من أروقةِ "الأزهر"،
لم يخجلْ من عامود أصالته
أو من نظرياتِ الإعرابْ
مِنْ يخبر كُهَّان حداثتنا
أن التنظيرَ يصادرُ أخيلةً لهواجسهمْ؟
من يُخبر كُهَّانكِ..
أن جميع سعالى ما بعد حداثتنا ..
لا تعشق إلا صكَّ قطيعتها للشعر العربيِّ..
وللإطنابْ؟
وتراوغ فينا المأسوفَ عليه الوطنَ المسلوبَ..
عروبتنا المخبوءة فينا ،
وتشذّب نخلَ الأحقابْ
اعترفتْ غيماتُ النثر ..
بأن العزف الوافدَ
ما عاد يجادل خوف الأعرابيّ النازح ..
من صهد اللغةِ الأوَّابْ
كيف تُجرّد مُنْتدياتي
مِنْ خبز اللغويين..
ومن ماء التورية المُنْسابْ؟
فالأعرابُ كما قيل ..
يجيدون مقايضة النِّفْط بأسلحة العولمة ،
الفيتو
لكنْ ليس يجيدون الدَّعوة للإضرابْ
مَن أدراكِ بأن قطيعينا
تسحقها أحذيةٌ لغزاة شمالى،
لا تدري علم الترجمة ،
الأنسابْ
مَنْ أخبركِ اليوم ..
بأن "التكنولوجيا" دين رعاة البقر،
وتمثال "الحُرِّية " ليس ستعصب أعينه "المارينزُ"،
فليست نزهةْ
أن نخلع عن كل الأمصار صلابتها
أن نحفر بئراً يحفظ ساقيةً لبلاغتنا
ليستْ نزهةْ
أن نطلق ركبَ بداوتنا
حين تدق العاصفةُ الأبواب.. فلا ننسى ذاكرةً لطفولتها
لا ننسى أرضًا في القلب تقدّسها الأجدادْ
لا ننسى نفس تجاعيد التِّرحال،
ولا سفن الاستكشاف إذا حلَّ تلصُص "كولومبوسٍ" يومًا
لن ننسى مقبرةً لتراثِ الأحفادْ
نصف رجال الوطن مصابون بغيبوبة عشق الأرضْ
والنصف الآخر يحمل كل مراجله
ينتظر المحتلَّ على الأعتابْ
خائنةٌ - يا زائرتى - كل الأبراجْ
ما كان لسربكِ إلا وطنٌ من عاجْ
ما عاد لدينا أي رِتاجْ
في غربتنا سنهاجر نمسح نعليها
أو نغسل أطباقَ مطاعم "فيينّا"
أو نهدر عمراً فى تنظير تخلُّفنا
عن ركبِ فروض الهيمنةِ الكذَّابْ
في غربتنا سنهاجر من برزخ عزلتنا
فالرجلُ الأبيضُ لن يحتلَّ الأرضَ الزنجيَّةَ ..
حتى يعولمنا فى الموطنْ
فمزارعنا ليست كمزارع "كَنَدا"
ليست كمزارع "بوسْطُنْ"
إن مزارعنا تبتزّ الفلاحين المكدودين ..
بوخز البلهارسيا .. تبتزّ التعب النائم بالأحلام
نعلم أن النخل عقيمٌ
نعلم حين قدوم المحتلِّ بأن الطير اعتاد الخرس الجامح..
حين يُساوم فينا النجدة والإقدامْ
لكنكِ لستِ.. شهيدةَ هذا الوطنِ ..
لعلَّ الرُّبَّانَ الهاربَ عن وجهته..
ينسى نظريات إبادة "غزةَ"..
فالقصفُ سيمنعنا أن نقرأ فاتحةً عند الدفن
على قبر الشهداءْ
لن نتصفح صفحات "الهيبز"..
ولن نكشفَ.. تأويلات الوجه الآخَر..
حين اغتالوا ذاكرة البيداءْ
أعرابُ "نيويورك" ستأتى فوق الدباباتِ ..
مع الاعداءْ
فـــــ"عليٌّ" يا بنتَ "خوارجِنا" استشهد ..
من أجل عيون مبايعة الدهماءْ
لن نُثقِلَ عبء العامَّة .. بالروكّ وبالبورْنُو ..
وببيع الأعضاءْ
من أخبركِ الآن..
بأن "القحطانيين"العُزِّلَ لم تنقلْ أسرار لغاتي؛
حين انقرضوا
أو أن شعوب الأعراب يخافون الحربَ ..
ويرضون بمُرِّ الاستسلامْ؟
من أخبرك..اليوم بأن النخلَ بوادي "دجلةَ" نامْ
هذا الوطنُ الشاردُ..
ليس بدون إمامْ
قد يعشق أشجار الزيتون بكل حمائمه
لكن لا ينسى ثأراً لو قتلوا حتى الأيامْ
من أخبرك بأن اللغويين بأرض معاركهم ..
قد ذاقوا مُرّ التقسيم ..
ما هجروا قمرَ الأحزانْ
حريَّةُ هذا الجسدِ الممشوقِ لِمَن؟
حريَّةُ هذا الوطن المحتلَّ لِمَن؟
لن تُطمَسَ فينا أشواق الأوطانْ
من سيعلِّم أطفالَ
"شِكَاغُو"
أن العرب بقايا الصحراءِ المهزومةِ ..
ما هم إلا ظاهرةٌ صوتيّةْ
أو أن "الجاحظُ." مات صريعًا تحت قواميس التفسير..
وإعمالًا للعقل؛
انضم لدرس المعتزلةْ
مات "الجاحظُ" مدفونًا بالكتب اشتاق العُزْلةْ
من سيعلِّم نخبة "باريسَ"..
بأن "المُتنبِّيَ"..شيعىٌّ نادى بنبوَّته
أو أن لـــ "زرْيابَ" مقاماتُ الآلات الشرقيَّةْ
حتى قرطبة اشتاقت للعزف "بإشبيليَّةْ
أو أن "خليل" قصيدي كيف أضاف إليه "الأخفشُ" بحرًا؛
"فالأخفشُ" أهمله فى دائرةِ البحر المُتقاربْ
فلذا ..عشق الكولا ،
والشمْبانيا فى الحاناتِ السريَّةْ؟
من سيعلِّم أطفالَ الزنج خديعة
أن رعاةَ الإبل العرجاءِ.. يُجِيدون الشعرَ..
ولا يقدر أعتي من فيهم
أن يخرج للغزواتْ؟
عادت عيناكِ بكذبٍ تبتزُّ الناياتْ
إني أشتمُّ روائحَ هذا الكذب المجنون ..
بلهجتك الإفرنجيَّة
"بغدادُ" انتصرت يا أبواقَ هزائمنا
والجلَّادون هنا
أتعبهم صوتُ صراخ بلاغتنا اللغوَّيةْ
إنَّا لله ..
وإنا نفترش التوريةَ ،
القافيةَ،
السجعَ ،
اللغةَ السمحاء،
كنايتَها،
ووشائجَها "القحطانيَّةْ"
إن الفجوة شاسعةٌ
ما أجمل أوقاتكِ فى نُزُل الشرق الأوسط ..
ليس الوطن المختلف عليه..
وليس سواه النيل يوحِّد فينا الشريانْ
هل ضلّ ذكاؤك فينا ؟
من أدراك بأن الناطورَ الواشيَ..
يملك حدْساً تنويريًّا
ويقيّد كل عصافير الاستيطانْ؟
العزلة ثانيةً
والإطنابُ مريضٌ
والمجدُ البائسُ ينتظر الفرسانْ
أعلمُ أن امرةَ الجيل الرابع للحاسوب ..
ستشكِّل بالمحمول وزارتها
ستخبّئ كل دعايتها في كشف العصيانْ
أقسم أني حين يجيء الطابور الخامس والآباتشي
حين قدوم المارينز..
إلى وطني العاشق لدماء المُغْتصبينْ
لن أتوارى خلف القلعة ،
أو في "قصر التينْ"
لن أتوارى في سرداب الهرم الأكبر "خوفو"
لن أتوارى في أحراش النيل الطيّبِ ..
لن أُنكرَ ..أىَّ استدعاءٍ لفتاوى الدينْ
لن أندب حظ بنادقنا
لن أتشاءمَ حين تمرّ علينا؛
"زرقاءُ يمامتنا" لا يبهرها أسلحة الأعداء،
ستلمحُ جيش غزاتي
وتحذرنا لو جاء الوالى المخلوعُ ..
يحاصر ثورتنا فى الميدانْ
لن يستجوبني فزعي
حين أهاجم أول قافلةٍ
مرّت في غفلة متحف "لقمان"
إن قصائدنا أرهقها طول السفر العاشق..
لاسترداد الأوطانْ
صرنا الغرباءْ
خارج سرب حداثيي المهجرِ ..
ليس غريبًا أن تنبذ جَوْقَتنا ؛
كي تشرب شايًا في فندق"مارشالْ"
كى تتحذلق دومًا .. بلسان النخبة..
والأبطالْ
ليس غريبًا أن تسرد سطوة حلف" الأطلنطيّ"..
تُثرثر:
إنَّا مهزومون .. كعادتنا
من قبل بدايةِ أي قتالْ
ليس غريبًا أن تقذف في وجه الوطنيين ..
دخانَ سجائرها الممزوجَ ..
بطبع فصاحتها المُحْتالْ
فالنُّثَّارُ أتين إليها فى استعجالْ
إنَّا لله ..
وإنا في الليل نقايض عِيرَ العزفِ ..
بِعِيرِ البعثات المُخْتالْ
من حيث أتيتِ تعودينَ ..
فإن الوطن جميلٌ
والجسدُ العربىُّ مصانٌ في سجن "أبو غْريب"
اعتاد كلاب السجانْ
إن الحلمَ لدىَّ سيهوى استقلالاً للمعنى ..
والمحتلُّ سنمنعه.. بأظافرنا لو دخل الأرضَ ببارجةِ الغزوِ..
إذا مرَّ بدون استئذانْ
من حيث أتيتِ تعودينَ ..
فلن ترقبُ أطفال القرية ..ظلّكِ..
فالصفصافُ اعترف الآن ..
بأن السفنَ المحتلَّةَ إطناب مياهى الإقليميَّةِ..
ليستْ منحةَ عيد الاطلنطىِّ أمام الخلْجانْ
من أبلغكِ الآن
بأن النيلَ يخاف القرصانْ ؟
هذا كوخ مجازى المبنىُّ بعرق الطين الوسنانْ
سيؤمِّن قافيةَ العُرْبانْ
أمَّا خنساءُ بني الأصفر ..
سوف تشكّل بالليل وزارتَها
في أوَّل مجلس حكمٍ
مِنْ بين رفاق الجامعة المنضمون لسرب الرفض..
ومحترفي كسر "التَّابو" ،
وقافية الشَّطرين
وعقرالأوزانْ
فالطير ُالزَّاجلُ قال:
بأنَّ الشُّعراءَ المغضوبَ عليهمْ
- وأنَّا أوَّلُ مَن فيهمْ –
سيزفَّون إلى زنزاناتِ الأمريكانْ
إنَّا للَّهِ ..
وإنَّا عُشّاقُ الأوطانْ.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى