رضا أحمد - لا يمكن تبرير الحزن بالضرورة.. شعر

الوطن أضيف لاحقًا إلى مخاوفي
بمثابة اعتذار؛
إذا شردت عن القطيع
سأطرد من صندوق ذاكرتي
بلا قلب يدس إبرته في لحمي
وطنينه في دمي،
سكين الجزار جائرة بديلة عن الجوع والمرض.
أذكر اسمي منفردًا
محفورًا على ذيل نجمة
وأذكره مكورًا يتلفع بالظلام
وسط آلاف الجوعى على الرصيف،
رأيته غير مرة يركل الحروف
وينفض عن نفسه مطالب فتوى بالقصاص مني
يبتسم
ويحيي الواقفين خلفي في صلاة الغائب.
من الواقف هناك... غير ظلي
من المنتظر هنا... سواي
لا مسامير تثبت المشهد في الذاكرة
ولا مونتير يقص البراعم التي نبتت في النص،
دمي يتسرب من جسدي،
دمي لم ينتبه لي
لم يحبسه الخيط الصوفي
المشدود حول رسغي
وبقع جلبابي وملاءة سريري؛
دمي عرف كيف يكون متمردًا
قاسيًا
قفز من جسدي قبل أن يغرق في الغياب،
كان هذا أول طوق نجاة أعطته لي الحياة
الدرس الذي لا ينتهي أثره
بعد تنهيدة؛
الآن لا أبحث عن ورقة بيضاء
تمتص اسمي والقسوة التي تلتصق بظهري،
لا أريد أن أكون وجبة خفيفة
خالية من الكولسترول والأمراض الماكرة
أريد أن أكون قاتلة
وغير قابلة للهضم والنسيان.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى