فتحي مهذب - تجليــــــــــــات..

* هذا نصّ عمره عشرون سنة ونيف نشر في مجلّة الحياة الثقافية التونسية مؤسّسها الأديب العالمي محمود المسعدي.
وقد أوردها الأستاذ الناقد والشاعر والروائي مهدي عثمان ضمن مقاربة نقدية في كتاب ضخم يحمل عنوان قصيدة النثر التونسية.

* أهدي هذا النص الشعري الى ألأستاذ والأديب العربي الكبير
Mahmoud Al_-rajabi



- ماذا نسيت في كثافة المرئيّ ؟
- فراشات ميّتة
تتساقط من عنق الأكردون..
- وماذا أيضا ؟
- طفولة وردة دائمة النسيان..
- لا تفتح الّا بقوّة الكلمات
- من مزّق شالها الذهبيّ ؟
غيمة مليئة بالمخالب
- ماذا نسيت على حافة الهاوية ؟
- امرأة تركل حجارة الشتيمة بزفرتين
فيما توت شفتيها يسطع بالدم..
- ماذا كانت تربّي في بئر اليوطوبيا ؟
-أزهارا غريبة لاستشفاف مساتير المستقبل
- ماذا نسيت في كثافةالمرئيّ ؟
- ملاكا فضيّا من الكلمات
- زورقا مليئا بالقتلى
لا يعبر مياه النهر بل مياه الجسد
- هل صعدت الى قاع المراة ؟،
- ماذا رأيت في متاه السيمياء ؟
- أرأيت الينابيع ترمي مناديلها للغرباء ؟
- أرأيت أصابع المصادفة مكسوّة
ببريق الفوضى ؟
- ماذا فعل الخلاسيّ
حين هاجمه ذئب نادر ؟
- طيّر أوراق مخيّلته
- أقفل عصابه اليوميّ بمزلاج الشفافية
قال للعقارب المبثوثة في تلافيف الأعضاء :
انطفئي..

ا**********

حملته عربة متوهّجة من البخار
لا الى الفضاء
بل الى طفولة الأشياء...
- ماذا نسيت في شرك الأشياء ؟
- جسدا يتناسخ في أوساع المحنة
- جسدا مثخنا بشواظ الاتاوة.

فتحي مهذب تونس.

-

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى