وساط جيلالي - بار ً الحظ السعيد ً

لم يُصَدِّق عينيه ، 7000 درهم بالتمام والكمال ظهرت على شاشة الشُّبَّاك الأوتوماتيكي ٬ ليتأكد أن الأمر حقيقي ضغط على زر السحب ، ثم على مبلغ 5000 درهم ، قرأ على الشاشة : عمليتكم في طور الإنجاز ، وبعد قليل ظهرت رزمة الأوراق النقدية ، سحبها ودون أن يعدَّها وضعها في جيب سرواله الخلفي ، دخل إلى مبنى البريد ، ملأ شيكاً بمبلغ 2000 درهم ، صرفوه له على الفور ، وضعه في جيب سترته الدَّاخلي ، ثم خرج فرحاً ، يكاد يطير من الفرح كطفل صغير ٠
يا لَلْحياة المليئة بالمفاجآت الرَّائعة ! تُرى كيف خطرت له فكرة أن يتفقد حسابه وهو المُفْلِس الأبدي ، رغم أنه يعلم أنه قد سحب منه آخر درهم ؟
لا شك أنها مستحقَّات الترقية التي اِنتَظرها طويلا ، وشعر بالسعادة تغمر كيانه ، وبدت له الدنيا جميلة جدّاً ٠
كانت زوجته قد سافرت إلى مراكش لزيارة أختها ، كان حُرّاً طليقاً ، أول ما قام به هو شراء مجموعة من أقمشة الرسم الغالية ، وصباغات زيتية ، وأنواع مختلفة من الفُرْشَاتِ والأقلام المُختلفة ، وقِنِّينات من الحبر الصيني ، وأربع روايات ، وحقيبة جلدية ، واستقل تاكسي إلى بيت أمه ، هناك وضع مشترياته في الغرفة الصّغيرة التي يستعملها كمرسم وكملجأ حين تشْتَدُّ خناقاته مع زوجته ، ثم أعطى أمه 500 درهم ، قبلتها منه بعد أن ترَدَّدَت كثيراً وهي تنظر إليه باستغراب ٠
هاتف صديقه مصطفى ، ثم صديقه أحمد، وطلب منهما أن يلتحقا به إلى بار ً الحظ السعيد ً ، طلب زجاجة ويسكي ، وأرسل الجرسون لإحضار ثلاث علب مارلبورو ، ثم منحه عشرين درهماً ، ومضى يحدِّث صديقيه عن مشروع لوحته القادمة ، فجأة رنَّ هاتفه ، كان رقم زوجته ، لكي لا تنتبه إلى الموسيقى ولغط السكارى خرج أمام البار ٠
ـ آلو ، هل أنتِ بخير؟
ـ بخير ، لقد أودعت أختي في حسابك 7000 درهم ، المرجو أن تسحبها وتُسلِّمُها لِأمِّي

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى