حميد نعمة عبد - غربة.. شعر

أنا غريب ياأمي
كصبيرة صحراء
الشارع الذي بعثر سنيني
ذاب بين الاف الشوارع
امالي التي قضمت أيامي كالخريف ...ماتت
أتذكرين...
أيامي المشمسة وليالي المبعثرة
اهاتي المزمنة
وشحوبي
ثوراتي المبللة بعطر الفقر
كلها ماتت ..!
حتى حالات الصحو
حيث الشمس والآقمار
وصراخ الصبايا
حين استرخي فوق فخذيك
وراسي تحت ذراعيك
تلاشت كغيمة صيف
كنت ثائرا نزقا .
و كنت تتهمينني بالجنون
من يتهمني الآن ؟
من يشتهي ضحكتي الغجرية
وسبابي البريء؟
كيف لهذا الزجاج المبعثر فوق قلبي
ان يمر بلا جراح؟
وظنوني التي خضبتها وجوه الحارة
تمر كالغريب ؟
كيف لعيون جارتنا الحزينة
التي ترصد خطواتي
ولن تغفو دون تقبيل عيوني
كيف لها ان تنام ؟
لم اعد أحلم بثديك الذابل ياأمي
ولا بعيونك المطفأة
فخطاي بعيدة
وشواطئي مقفرة
والشرطة تقتفي أثري
أنا تائه ياأمي كعشبة خذلها النهر
وتفطر تحتها الثرى
وبالرغم من أن خطواتي
طويلة كالكنغر
وسريعة كنمر صحراء
لكني خائف
خائف وحزين..يا امي .
....................

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى