عامر الطيب - أطارد شبح المرأة التي خذلتني.. شعر

أطارد شبح المرأة التي خذلتني
كان بيتها مجاوراً لبيتي
و غرفتها لصق غرفتي
خرجنا معنا
تبادلنا الكؤؤس و الأخطاء
و اقتسمنا مقعداً واحداً
في القطار
الجو غائم و السفر حزين
مثل الأولاد الجائعين
ظلَّ كل واحد منا
يتخيل سماء البلدة التي يقصدها
إلى أن وصلنا إلى بؤس العشب نفسه !
■■■
لم تعد الشمس تشرق
إلا في السموات العالية
ففي أي وجه سنجد لها أثراً
المرح الذي بقي
لن يكون كافياً لأن نرسم طيراً على الحبل
و الفن إرث حزين
لن يساعد طيراً على النسيان !
■■■
بنت الآلهة لنا الجدران
لنبتكر الضوء الضئيل
و ألهمتنا الخطيئة
لنراه
■■■
ليس للمزحة أثر سيء
حتى وهي تقال بمرارة عن رجل
استيقظ فجأة و وجد نفسه محاطاً
بالعشب و الفيلة و الأرانب المتوحشة
هل تلك هي الغابة
التي انحدرنا منها ؟
أو هي الأرض الكروية ؟
نام الرجل على الطاولة
و حاول تخفيف الأثر السيء
إلا أنه عندما استيقظ
وجد نفسه ميتاً .
لم يعد مسموح لك أن تضحك
قالت الملائكة
و لم يعد بإمكانك أن تتبول في الانهار
أو تشاهد الافلام الأجنبية ليلاً .
لم يعد بإمكانك ان تطرد
أحداً من البيت
قبرك لك وحدك
و للموتى الآخرين قبورهم أيضاً .
أنك الآن نهاية رجل فكاهي
هل ستبدو حزيناً لتقابل الله؟
يؤسفنا ذلك
لقد قال أصدقائك مت مبكراً
لكنك مت متأخراً
حيث لم يعد بإمكاننا أن ندلك على الله!
■■■
ظلُوالمروحة في شتاء مخنوق
مثل ثلاثة رجال يسافرون
لكنهم وقفوا فجأة
كما لو أنهم وجدوا البلدة التي لا يتحدث أحد فيها
عن التأريخ!
■■■
بعد الحرب ستبقى شجرة
و نجوم و فراخ صغيرة.
ستبقى مقاعد نظيفة
غير مقاعد المفقودين و القتلى
و المدانين .
سننام كما ننام الآن
حذرين
لقد انتهت الأغنية ولم يصفق الجمهور
ألا يمكن أن يكونوا قد تخيلوا
مشهدا لطيفاً من الحرب و ماتوا !
■■■
الغيوم تتباعد
فكرتُ أن أجلس ثم تراجعتُ
انني لا أرسم حياتي التي سأنجو منها .
فكرت أن أمحو العبارة و أكتب عبارة أخرى
الغيوم تتشابه
مثل الناس الذين يحبون أنفسهم
لن يتركوا لك فرصة لتحب أنفسهم معهم أيضاً !
■■■
زوجة الرئيس حزينة من أجل زوجها أيضا
تلاحظه قلقاً ،
تدنو منه
و تحميه من الحزن
تقول له أنني أحبك
حتى وإن اعتبرتك المدن قاتلاً
أو فاسداً
أنت زوجي وحدي و الشعوب ستذهب
إلى الجحيم الآن أو غداً .
هي بائسة تماماً
لم يكاتبها زوجها من مكتبه
لمْ يخبرها لمَ الشوارع مكتظة بالصغار ؟
لمْ يشرح لها لمَ الساعة وحيدة
و الغروب ضعيف و باهت؟
لم يقبلها على اليوتيوب
إنها مريرة مثل امرأة أخرى
و قد بدا حبها سخيفاً كالشعرة التي تطلع من العجين !
■■■
هذه ليس غرفتي
آثار رجل آخر هنا
رجل أصغر مني كتب رسالته ونام
رسالته مليئة بالأخطاء الإملائية
و ملابسه كئيبة مثل العواصف
سأفتح الباب
و أصيح أيها الرجل الآخر
هذه ليست غرفتي
هذه ليس حياتك أيضا
تعال نحرق حكاياتنا في بداية النهار
إذا كان العالم الآخر سيبدأُ ليلاً !
■■■
أبارك لك جسدكِ
أبارك لك حبكِ و معطفك و نجمتك الصغيرة
فراشك و ندمك و الرمل
الذي نسيت عليه اسمك
و مع أن الناس يسافرون و يموتون ليحافظوا على الإسم
نفسه
فقد بدلتِ اسمك مع كل رجل أحبكِ
مع كل رجل حزين
و وضيع و ساحر
مع كل رجل ذهب إلى الحرائق
و مات هناك
أبارك لك اسمك الأخير
وقد طارت العصافير بعيداً عن الفجر
و مات الرجال الحالمون جميعاً !


# عامر الطيب

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى