محمد عيد إبراهيم - غاياتٌ كبيرة لعَبَدَةِ الماء.. شعر

وقتَ صلاتِها للماءِ
طَلَبتُ حُباً،
.
رفَعتُ ذراعَيها وانهَمَرتُ
بهَيئةِ الصَلْبِ
فيما وراءَ البئرِ، خَلَّلَني
شَعرُها فوقَ قلبي التَعْسِ
أن أهَبَ الطبيعةَ عنصُرَين
من الألمِ، وأهُبَّ مَحموماً أمامَ
امتدادِ الجمالِ في فَردِ الذراعَين على
مِنكَبَيّ وخارجي. شفتاي
.
حَوَّمَتا ـ
وفَتَحتُ الأمانَ لأمٍّ صَغِيرةٍ بلِساني، في
الهيكلِ العذبِ
ثمةَ أنوارُها اختَلَفَت،
فإلى الليلِ أَغسِلُ صَدَفَتَها
صُدفةً، بطريقةِ الوَحشِ، حيثُ بإمكاني
أَجْلِدُ الموتَ حتى النشِيجِ،
ثم أقومُ
كالفُرنِ ناحيةَ التَدافعاتِ، أغتَصِبُ الركوعَ
لأسيادٍ، برابرةٍ، أحاطوني فجأةً، وأنا
سكِّيني خلفَ ظَهري
بدمٍ خَفِيفٍ كالرئة...
.
سأكونُ آخرَ مَن يَعبدُ الماءَ
من أجلِها، وأُرتِّب حياتي
للوصولِ
من جَيبِ معركةٍ إلى شارعٍ،
من سِقَالَةٍ لفنونِ أغصانٍ،
ومن قِطارٍ لِجِسرٍ لحَفَّارٍ لِلَطافَةِ أسلاكِ الكَهرباءِ،
أعصابي لآلِيّاتِ أسناني
وفَمي بأنَّتِها على المَذبَحِ. لا
يَشدُّني شيءٌ أو ألفُّ لأشباحٍ
خارجَ الحُلمِ، كالبومةِ
أَحشَاؤها ساخِنةٌ، بكثيرٍ من الرِقّة...
.
إلى أن أرميَ الجَمَرَاتِ ـ
.
أُوقِف نشِيدي، واعياً أنّي نباتٌ
يفتحُ العِرقَ للماءِ
بمثابةِ الحَجرِ الذي انشَقَّ في الدورانِ،
.
على الوجهِ، أَقْلِبُها كالصّنَم
لأَدوسَ رِفعَتَها، وأتَرَسّبَ...
.
... جنبَ صحراءَ مَكتوبٌ عليَّ بها
أن أسْلُخَ قاربي، عابراً
قَبرَها العَاهِرَ المُقَدَّسَ ـ
.
فأُحرقُ قُمصَاني هناكَ.

محمد عيد إبراهيم
أعلى