هدى فهد المعجل - كهلٌ متصابٍ

جاء بي إلى هنا عنوة ، فرضخت للأمر الواقع ، ولم أجادل ..!! ثم ما فائدة الجدال مع ديكتاتورٍ مثله ، لا يقيم للأنثى وزناً ؟؟!!

حينما اقتادوني إليه ، كنت على مشارف العشرين ، وبدا لي كهلٌ متصابٍ ، يمتطي الجينـز الضيق ، ويعاقر الديسكو بصفاقة مقززة ..

على مضضٍ مني تقبلته ، وأمضيت معه ليالٍ ألوك المرّ ، وأزدرد العلقم ، ولم يبالِ ، أو يشعر بما أنا فيه ، أو لأقل أن لا إحساس لديه جهة الأنثى ، ولا رغبة تثيره نحوها ، ورغم ذلك فقد اقترن بخمس نسوة – قبلي – أمضى معهن سنوات ، ثم ما لبث أن طلقهن واحدة تلو الأخرى ، ولم يفصح لي عن سبب طلاقه لهن ، كما أني أجهل سر تمسكه بي إلى الآن ، مع عدم شعوري برغبته فيّ ..!

بمعيته طُعِنتُ في أنوثتي _ أو هكذا شعرت _ ولزمت الصمت منكفئة على نفسي ، وخيبة أملي ، فلا صدر يحتويني بعد غياب أمي ، وجلطة ألمت بأبي أفقدته السمع ، والنطق معاً.

% % %

ما زلت أجد دفء أنامله وهو يمررها على عنقي ، ويعبث بخصلات شعري ، فأسدل جفنيّ على قبلة حانية منه ، وقلب متسارع النبضات ، فإذا انتبهت ... وجدتها أيام خطبة أسدل عليها الستار بمجرد أن أقترن بي !!! ولا أدري لماذا ؟

وقتها كنت أحس بفورة رجولته ، ومتاعب المقاومة عليه ، لذا لم أشأ إطالة فترة الخطبة...

اكتفيت بالثانوية العامة ، وغالبت رغبتي في إكمال الدراسة من أجله ..

أنفاسه الحارة وهو يطبع قبلة على عينيّ تثير شيئاً ما ، وأغالبه على مضض..

واليوم !!! خلته شخصاً آخر.

ساورني شك أنني بين يدي آخر ( مستنسخٍ ) ..

مضت عشر سنوات ، وأعين أخوته تتلصص مترقبة تكور بطني ، والأنثى بداخلي يمارس السجان في حقها الموت البطيء..

كلما غفوت على وجعٍ ، أيقظتني يدٌ مرتجفةٌ تغمس أناملها برفق بين عنقي ، وخصلات شعري المسترسل ، فتنتفض الأنثى في جوفي ، وأسكتها ، لتتوسد الوجع من جديد..

%%%

ما أن يضيق بإخوته ذرعاً ، حتى يجيء بي إلى هنا ، فراراً منهم !!

عدا تلك الليلة حينما ضاق بهم ، احتد في النقاش معهم .. سبهم .. شتموه ... تفوه بكلمات نابية .. أهانوه .. تطاول عليهم ... فعيروه بشيء ما ..

عرفت فيما بعد أن نساءه الخمس فارقهن وهن مازلن أبكاراً !

هدى المعجل

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى