زكريا شيخ أحمد - سقوط إيكاروس.. شعر

لا أحد يعرف كم من الوقت احتاج ديدالوس
و كم من الجهد بذل
ليجمع ريشا و شمعا كافيا
لصنع أربعة أجنحة .
لا أحد يعرف كم كان الأمل يتعاظم في قلبه
و هو يذيب الشمع و يتأمل إيكاروس
لا أحد يعرف كم مرة نصحه :
بني سوف نهرب من هذه المتاهة عبر السماء
لا تطِرْ بالقرب من الشمس ؛
كي لا تذيب حرارة الشمس جناحيك
و لا تطِرْ بالقرب من البحر ؛
كي لا تتلفهما رطوبة الماء .

ما الذي حدث ؟
دماء الشباب التواقة للحرية في عروق إيكاروس
دفعته للتحليق عاليا ، فذاب الشمع و تساقط الريش
و سقط إيكاروس في وضح النهار
بالقرب من سفينة في بحر كريت ،
لا أحد في السفينة رأى سقوطه ؛
الصياد كان مشغولا بصيده ،
الفلاح كان يحرث الأرض ،
الحصان كان يجر المحراث البدائي ،
الراعي كان يفكر بشيء يشغله ،
الخراف كانت ترعى العشب ،
حتى الكلب لم يفعل شيئا .

كم نشبه إيكاروس نحن شعوب الشرق .

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى