حنان العادلي - تشرين الأول

في إحدى ليالي تشرين
والعام يعد عدته للرحيل
تاركاً علئ الأرصفة بضع ملامح وذكرى
أطفأتْ صوت أم كلثوم
تعاركت مع آخر رشفة من فنجان قهوتها
بجانبها كتاب وشمعة
تسابقها في الذوبان ومازال الدرب معتما..

فتحت نافذة إلى العالم الآخر
لم تكن تاء التأنيث هذه المرة
لم تشعر برهبة التجربة الأولى
كان ذلك الموعد قد سُجل في صحائف الأقدار يوماً
لكن المنفى الذي تقاسمناه قدراً وليس مكاناً لعب بمواعيد الصدف...

تتساقط الحروف كندفات ثلج
كل شيء يوحي لها أنه من ذلك العالم الآخر
الذي لاتعرف منه إلا صور الممثلين
بشرة بيضاء وعيون زرقاء وبضع كلمات
درستها في ست سنوات خلت..

كان كل شيء بعيداً ،ابتسمت لذلك البعد
لا تثق بالمصابين بالزهايمر لتحكي ثقلها لهم
والمذكرات التي ندون فيها ما نكتب تؤلمنا حين نعود لفتحها أحياناً..

هي بالمنفى وهو بالمنفى
لا يرو النجوم في نفس المساء والصباح يفطر هنا ويلتهم وجبته المسائية هناك في اول شروقه عند منفاه.

كان ذلك الشين العالق بلكنته رغم إرتحال اللغات من شفتيه بكل حيرة
أي وطن ستجده الكلمات في غريب مثل قائلها أم أنه كذباً فاقد الشيء لايعطيه..

تقاربت الكلمات،حملها جناحي طائر
في أول روايات بينهم مثل جوناثان الذي أصبح جزء منه رحلا معاً إلى الريف الانجليزي،مشيا بين ترف الطرق وجلسا على الطاولات وبينهما رقصات الطبقات الوسطى،
عادا مجدداً منذ أيّام إلى الطفولة تحت قبعة ظلهما الطويل،مختبئان من حقيقة الحياة.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى